‫الرئيسية‬ الأولى رئيس الجمهورية: الجزائر جاهزة لقيادة شراكات إفريقية في الغذاء والطاقة (فيديو)
الأولى - الحدث - الوطني - ‫‫‫‏‫7 ساعات مضت‬

رئيس الجمهورية: الجزائر جاهزة لقيادة شراكات إفريقية في الغذاء والطاقة (فيديو)

رئيس الجمهورية يدعو مجموعة العشرين إلى تعبئة دولية شاملة لصالح فلسطين
شدّد رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، على أنّ الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي يمثلان حجر الزاوية في الاستراتيجية الوطنية للتنمية، مؤكداً أنّ الجزائر جعلت من تعزيز الإنتاج الغذائي وتطوير الفلاحة أولوية صلبة في رؤيتها الاقتصادية. وجاء هذا الموقف في الكلمة التي ألقاها الوزير الأول، السيّد سيفي غريب، ممثلاً لرئيس الجمهورية، خلال الجلسة الثانية من قمّة مجموعة العشرين المنعقدة بجوهانسبورغ تحت عنوان: “عالم قادر على الصمود – مساهمة مجموعة العشرين: الحد من مخاطر الكوارث”.

وأوضح رئيس الجمهورية في كلمته أنّ الجزائر شهدت خلال السنوات الأخيرة تحولات تاريخية في أنظمتها الغذائية بفضل التوجه القوي نحو تطوير الفلاحة في الجنوب وتعزيز استغلال الإمكانات الزراعية والمائية، مذكّراً بأن الجزائر نسجت شراكات فعالة مع دول شقيقة وصديقة، وأسهمت في مشاريع دعم غذائي لصالح دول متضررة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي (PAM). وقدم مثالًا بتعاون الجزائر مع الفاو في دول الساحل الإفريقي، حيث أسهم نقل الخبرات الجزائرية في تحقيق نتائج معتبرة ضمن الأنظمة الفلاحية المحلية.

ودعا رئيس الجمهورية دول مجموعة العشرين إلى تطوير شراكات استراتيجية مع الدول الإفريقية في مجالي الإنتاج الفلاحي والحيواني، مؤكداً أن ذلك كفيل بتقليص نسب الجوع والحد من الأزمات الغذائية التي تضرب القارة. وشدّد على أنّ التجارب الناجحة في إفريقيا تثبت أن بناء الأمن الغذائي جزء أساسي من الأمن القومي للدول.

وفي سياق التحولات الطاقوية، كشف رئيس الجمهورية أنّ القارة الإفريقية تواجه تحديات ضخمة، إذ تضم 18 بالمئة من سكان العالم مقابل أقل من 6 بالمئة من الاستهلاك الطاقوي العالمي، بينما لا تتجاوز نسبة ربط الكهرباء 45 بالمئة. وأكد أنّ الانتقال نحو الطاقات المتجددة صار ضرورة ملحة، شرط توفير أدوات التمويل الدولية ونقل التكنولوجيا وتعميم تبادل الخبرات وتكوين القدرات البشرية، بما يسمح للدول النامية بالانتقال السلس إلى أنماط اقتصادية خالية من الكربون.

ولفت الرئيس تبون إلى أنّ نجاح التحول الطاقوي يمكّن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة الثلاثة: الطاقة النظيفة والمتاحة، العمل اللائق والنمو الاقتصادي، والعمل من أجل المناخ. وأكّد استعداد الجزائر لمشاركة خبرتها مع دول إفريقيا وشركاء مجموعة العشرين، خاصة وأن الجزائر تجاوزت عتبة 25 ألف ميغاواط من الطاقة المنتجة، وحققت تغطية كاملة لاحتياجاتها الداخلية، وتصدّر فائضاً نحو بلدان أخرى ضمن مشاريع تعاون إقليمية ودولية.

وتوقّف رئيس الجمهورية عند تزايد تأثيرات التغيرات المناخية على الجزائر، مستعرضاً موجات الحر القياسية، الجفاف الحاد، تراجع الموارد المائية، الحرائق، التصحر، الزلازل، والفيضانات التي خلّفت خسائر بشرية ومادية في قطاعات متعددة، بما فيها البنى التحتية والفلاحة والأنظمة البيئية. وأكّد أنّ الجزائر واجهت هذا الوضع عبر ترسانة قانونية ومؤسساتية شاملة تعنى بالتحصين ضد المخاطر الكبرى وتسيير الكوارث، وتشمل تعزيز القدرات التقنية والهندسية، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر الخاصة بالزلازل والفيضانات وحرائق الغابات.

وأشار رئيس الجمهورية إلى دعم مالي معتبر عبر الصناديق الوطنية، على غرار صندوق التعاون الفلاحي، التضامن الوطني، وصندوق الضمان من الأخطار الطبيعية، بما يسمح للمتضررين بالحصول على تمويل لمواجهة الأضرار.

وعلى المستوى القاري، استعرض الرئيس تبون المبادرة الجزائرية بإنشاء آلية إفريقية للوقاية من أخطار الكوارث بهدف تشكيل قوة مدنية إقليمية للاستجابة السريعة، وتوفير دعم فعلي للدول المتضررة عبر عمليات إعادة الإعمار، وتمويل العمل الإنساني والمشاريع التنموية.

كما كشف رئيس الجمهورية عن جهود متواصلة لتفعيل المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية، مقره الجزائر، والتابع لجامعة الدول العربية، مؤكداً أن تفعيله سيسمح بتعزيز البحث العلمي، وتبادل الخبرات، ونقل التكنولوجيات المتطورة إلى الدول العربية، ما يجعل منه منصة إقليمية متقدمة للإنذار المبكر وتقليل آثار الكوارث الطبيعية.

كما شدّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على ضرورة إطلاق تعبئة عامة داخل مجموعة العشرين لدعم الشعب الفلسطيني وبناء مستقبل أفضل له، وذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الوزير الأول، السيد سيفي غريب، خلال قمة مجموعة العشرين المنعقدة اليوم السبت بمدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا.

وأوضح رئيس الجمهورية أن العالم تابع طوال ما يقارب العامين سلسلة الجرائم البشعة المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، وشاهد حجم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب الهمجية في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية. وفي هذا السياق، أعرب عن أمل الجزائر في أن تبادر دول مجموعة العشرين بتعبئة شاملة تضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتها، مؤكداً التزام الجزائر بالانخراط في كل خطوة عملية تُتخذ في هذا الاتجاه.

كما أشاد رئيس الجمهورية بالأولويات والمواضيع التي طُرحت خلال جلسات القمة، معتبراً أنها تعكس وعياً كبيراً بحجم التحديات السياسية والاقتصادية المعقدة التي تواجه العالم اليوم، محذراً في الوقت نفسه من تداعيات هذه التحديات على الاستقرار العالمي في حال عدم التكفل بها بشكل جدي وجماعي.

وجدّد الرئيس تبون دعوة الجزائر إلى معالجة مسألة المديونية، التي ترهق الدول النامية والأكثر فقراً، داعياً إلى اعتماد مقاربة عملية تقوم إما على مسح جزء من الديون أو تحويلها إلى استثمارات مباشرة وفعّالة. كما دعا إلى تصحيح الآليات التقنية لمعايير تقييم المخاطر، بما يتماشى مع واقع الدول النامية، وإجراء إصلاحات عميقة على مستوى المنظومة المالية الدولية لإيجاد حلول حقيقية لمعضلة الديون السيادية.

وأكد رئيس الجمهورية دعم الجزائر للدول المطالبة بإصلاح المؤسسات المالية الدولية في إطار حوكمة اقتصادية ومالية أكثر عدلاً وشفافية، تضمن تمثيلاً منصفاً للدول النامية، معتبراً أن القارة الإفريقية تستحق تمثيلاً عادلاً في هيئات تسيير هذه المؤسسات.

كما دعا الرئيس تبون إلى تعزيز الشراكات الدولية في مجالات الطاقة الخضراء، ودعم تعبئة التمويلات العالمية لتمكين الدول النامية من وسائل وتكنولوجيات الانتقال الطاقوي. وأكد في هذا السياق تأييد الجزائر لجميع المبادرات الرامية إلى زيادة حجم التمويلات المخصّصة للوقاية من المخاطر الكبرى، وضمان آليات استجابة سريعة للكوارث الطبيعية.

وختاماً، شدّد رئيس الجمهورية على ضرورة تفكير المؤسسات المالية والبنوك الدولية في آليات تمويل فورية لصالح البلدان المتضررة، عند طلبها ذلك، بما يضمن الحدّ من آثار الكوارث وتعزيز قدراتها على التعافي.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

محاكمة “لافارج”: شهادات تكشف بالتفصيل شبكة القرارات التي قادت إلى تمويل “داعش” في سوريا

تواصلت في باريس جلسات المحاكمة التاريخية التي يُحاكم فيها عملاق الإسمنت الفرنسي لافارج بته…