ارتفاع جنوني لأسعار الأغنام عشية عيد الأضحى… من يقف وراء الفوضى في شعبة اللحوم الحمراء؟

ارتفاع جنوني لأسعار الأغنام عشية عيد الأضحى... من يقف وراء الفوضى في شعبة اللحوم الحمراء؟

تتجهز الجزائر للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، لكن هذا العام يشهد ارتفاعًا جنونيًا في أسعار الأضاحي، حيث تراوحت أسعار رؤوس الأغنام بين 10 مليون الي 20 مليون سنتيم وقد تصل الئ 40 مليون سنتيم. يثير هذا الارتفاع تساؤلات حول سياسة وزارة الفلاحة ودورها في تنظيم شعبة اللحوم الحمراء.

جذر المشكلة.. قرارات متضاربة وغياب التنسيق

تعود جذور المشكلة إلى القرارات المتضاربة التي اتخذتها وزارة الفلاحة مؤخرًا. ففي البداية، سمحت الوزارة باستيراد اللحوم من الخارج، مما أدى إلى انخفاض أسعار اللحوم بشكل مؤقت. لكن بعد ذلك، فجأة، قررت الوزارة منع استيراد الماشية والاغنام، مما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار مجددا.

انتقادات من المهنيين

يُعيب مهنيو شعبة اللحوم الحمراء على وزارة الفلاحة اتخاذ قرارات غير مدروسة دون إشراكهم في عملية صنع القرار. ويرى رئيس المجلس الوطني للحوم الحمراء ميلود بوعديس أن هذه القرارات “عشوائية” وتضر بمصالح المربين والمواطنين على حد سواء.

ضعف الإنتاج وسوء الإدارة

يُشير بوعديس إلى أن ضعف الإنتاج وسوء الإدارة في شعبة اللحوم الحمراء هما السببان الرئيسيان وراء ارتفاع الأسعار. ويُضيف أن عملية إغراق السوق باللحوم المستوردة في الأشهر القليلة الماضية ساهمت في إضعاف الطلب على اللحوم المحلية، مما أدى إلى انخفاض أسعار الماشية وتضرر المربين.

غياب الرقابة وتراكمات السياسات الخاطئة

يُحمل بوعديس وزارة الفلاحة مسؤولية غياب الرقابة وتراكمات السياسات الخاطئة التي أدت إلى تدهور شعبة اللحوم الحمراء. ويُشير إلى تناقضات تصريحات وزير الفلاحة يوسف شرفة حول الاكتفاء الذاتي من اللحوم، بينما الواقع يُظهر ضعف العرض وارتفاع الأسعار.

مناشدة الحكومة لفتح باب استيراد العجول وإشراك المهنيين

يدعو بوعديس الحكومة إلى تجنيد أهل الاختصاص وبذل الجهود اللازمة للنهوض بشعبة اللحوم الحمراء. ويُقترح فتح باب استيراد سلالة عجول التسمين الأنثى الموجهة لإنتاج اللحوم الحمراء، وتوفير الدعم للمربين ومهنيي القطاع، وإشراكهم في عملية صنع القرار. يُعد ارتفاع أسعار الأضاحي عشية عيد الأضحى مؤشرًا خطيرًا على تدهور شعبة اللحوم الحمراء في الجزائر. يتطلب هذا الوضع تدخلًا حكوميًا عاجلًا لتنظيم السوق ودعم المربين ومهنيي القطاع، وإعادة الثقة للمواطن الجزائري.