الباحث السياسي، الدكتور نجيب سيدي موسى: “داود وصنصال يخدمان أجندة استعمارية”
سلّط الباحث السياسي نجيب سيدي موسى، في مقابلة نُشرت على الموقع الإخباري “ميديا بارت” (Mediapart) الفرنسي، الضوء على الدور الذي يلعبه الكاتبان كمال داود وبوعلام صنصال في خدمة الأجندة الثقافية والسياسية الفرنسية التي تهدف إلى تشويه صورة الجزائر والنيل من سيادتها الوطنية.
أشار الباحث إلى أن بوعلام صنصال لم يعد مجرد كاتب يعبّر عن آرائه الشخصية، بل تحول إلى أداة سياسية تستغلها الدوائر اليمينية الفرنسية لمهاجمة الجزائر. صنصال، الذي أثار الجدل بتصريحاته حول الحدود الجزائرية المغربية، تبنّى في مقابلاته الأخيرة رواية مغربية تدّعي أن الجزائر استفادت من اقتطاع أراضٍ مغربية خلال الاستعمار الفرنسي، وهو خطاب يتماهى مع الرؤية الاستعمارية ويحاول التشكيك في شرعية الحدود الجزائرية.
أما كمال داود، فقد أشار سيدي موسى إلى تحوّله التدريجي من كاتب ينتقد بعض مظاهر المجتمع الجزائري إلى شخصية تروّج لخطاب يتماشى مع الأجندة الفرنسية المتطرفة. داود، الذي كان في السابق مدافعًا عن القضية الفلسطينية، أصبح في السنوات الأخيرة ينتقد دعم الجزائر لفلسطين، واصفًا هذا الدعم بأنه ذريعة لنشر الكراهية المعادية للسامية.
هذا التحول، وفقًا للباحث، لم يكن مجرد تطور فكري، بل هو جزء من استراتيجية فرنسية تسعى إلى إعادة توجيه الخطاب الثقافي الجزائري بما يخدم مصالحها الجيوسياسية.
وأوضح سيدي موسى أن فرنسا تستخدم الكتّاب الجزائريين الذين يتبنون خطابًا ناقدًا للجزائر كأدوات في حربها الثقافية. هذه الحرب لا تهدف فقط إلى مهاجمة النظام السياسي، بل تسعى إلى تفكيك الهوية الوطنية الجزائرية وإضعاف الروح التحررية التي يتمسك بها الشعب الجزائري منذ الاستقلال.
نجاح داود وصنصال في فرنسا، بحسب سيدي موسى، لم يكن نتيجة لموهبتهما الأدبية فقط، بل جاء نتيجة تبنيهما لروايات تخدم الأجندة الفرنسية. الإعلام الفرنسي اليميني يقدم هؤلاء الكتّاب كـ”أبطال الحرية”، بينما هم في الواقع جزء من مشروع سياسي يهدف إلى إعادة فرض الوصاية الفكرية على الجزائر.
الجزائر، التي خاضت معركة طويلة ضد الاستعمار الفرنسي، لا تزال تواجه محاولات مستمرة لإعادة اختراقها ثقافيًا. الشعب الجزائري يدرك أن هذه الحرب الثقافية تهدف إلى إضعاف مؤسساته الوطنية وضرب وحدته الترابية، وهو ما يفسر ردود الفعل الحازمة تجاه التصريحات التي تحاول تشويه التاريخ الجزائري.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…