‫الرئيسية‬ في الواجهة الناتو يدق طبول الحرب العالمية الثالثة
في الواجهة - الدولي - 11 يوليو، 2024

الناتو يدق طبول الحرب العالمية الثالثة

الناتو يدق طبول الحرب العالمية الثالثة
قمة الحلف الأطلسي في واشنطن بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس الحلف تنعقد في جو سياسي متوتر داخل الولايات المتحدة الأمريكية بسبب التخوفات من فوز ترامب في شهر نوفمبر القادم، المعروف بمعارضته لمواصلة الحرب في أوكرانيا. وقد يصل إلى حد مغادرة بلده الحلف الأطلسي، ومن أفكاره إعادة كل جندي أمريكي في الخارج إلى أرض الوطن. ولتفادي التغييرات التي قد يحدثها ترامب في حال فوزه بمنصب رئاسة أمريكا، قام قادة الحلف في قمة واشنطن بتأسيس صندوق بقيمة 40 مليار دولار أخرى لدعم أوكرانيا عسكريًا، وتم وضع تنظيم جديد يضمن وجود أوكرانيا داخل الناتو بطريقة ملتوية دون اللجوء إلى نظام العضوية المباشرة. هذا يشكل استفزازًا مباشرًا لروسيا التي ترفض أي انضمام أو علاقة بين أوكرانيا والناتو.

الدعم السياسي والعسكري من الحلف الأطلسي لأوكرانيا مستدام وسيصل إلى مد أوكرانيا بعشرات من طائرات F-16 وخمسة أنظمة دفاع جوي، أربعة منها نظام باتريوت والخامس نظام إيطالي-فرنسي. كما سيتم تأسيس قاعدة تدريب لتأهيل الجنود الأوكرانيين في ألمانيا، في إرادة للتحضير لمواجهة مباشرة مع روسيا. هذا يترافق مع تحذير صريح من الناتو للصين، وحثها على عدم مساعدة ودعم روسيا. البيان الختامي يعكس نية أمريكا والغرب لإسقاط روسيا وتدميرها، ولم يحدث من قبل أن كان بيان الحلف بهذه العدوانية الصريحة.

البيان يتحدث أيضًا عن أمر غريب يضاف إلى القانون الدولي، وهو القواعد التي يحددها الغرب والذي سيرفض احترامها دوليًا. هذه العبارة خارجة عن نطاق احترام القانون الدولي وأدخلت مؤخرًا في لغة الغربيين وسجلهم السياسي. هذا قد يفسر سكوتهم على جرائم إسرائيل ودعمهم لها، لأنها تعتبر ضمن القواعد التي يؤسسها ويدافع عنها الغرب.

الأمين العام الحالي للناتو المنتهية ولايته يتحدث بشدة عن منع روسيا من الانتصار في أوكرانيا لأنها تعتبر خطرًا على الغرب. القمة أظهرت عدوانية لا مثيل لها تجاه روسيا والصين وتوجهًا صريحًا للمواجهة المسلحة ضد روسيا. الأمر يسير نحو التصعيد في أوروبا واقتراب المواجهة، وقد تنطلق عن طريق الخطأ.

الصين، في رد فعل على بيان الناتو، تدعو الغرب إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة والعمل على حل النزاعات بصورة سلمية وبالتفاوض. الحرب إذن على الأبواب، وتأكيد الناتو بفرض منطقه على جميع الدول يثير القلق والاشمئزاز من الكثير من الدول.

قمة الناتو في واشنطن يمكن اعتبارها قمة الحرب العالمية الثالثة، وتؤكد صراحة على تطور خطير لدى الغرب باتجاه منطق الحرب والاقتراب من المواجهة المباشرة مع روسيا، مع الضغط على الصين لمحاولة تحييدها كخطة حرب لفصلها عن تحالفها مع روسيا ومواجهة الكتلة الغربية. بيان الناتو واضح أشد الوضوح، والأيام القادمة ستكون الأعنف على الإطلاق وتنذر بخطر داهم على بقاء الإنسانية إن اندلعت الحرب العالمية الثالثة، في وقت روسيا تضع إصبعها على الزناد.

لخضر فراط صحفي معتمد في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…