بوريطة يروج لأكاذيب مغرضة… هل يبحث المغرب عن حرب ضد الجزائر؟
أثارت تصريحات ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب المغربي، ردود فعل واسعة وتساؤلات عديدة حول مصداقية هذه التصريحات، والتي تدّعي وجود “رغبة جزائرية في التصعيد العسكري”. هذه التصريحات، التي تفتقر إلى أي أدلة ملموسة، لا تعدو كونها جزءًا من حملة إعلامية تستهدف تشويه صورة الجزائر وتغليط الرأي العام بشأن نواياها، في وقت تسعى فيه الجزائر إلى الاستقرار وتجنّب التصعيد في المنطقة المغاربية.
لطالما تبنت الجزائر سياسة هادئة تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، حيث تدافع عن مصالحها الوطنية وترد على أي تهديدات دون السعي للتصعيد العسكري. على مدار عقود، لم تكن الجزائر طرفًا في تأجيج الصراعات العسكرية، بل دعت باستمرار إلى الحلول السلمية. وهذه السياسة تتناقض تمامًا مع ما يحاول بوريطة ترويجه، متجاهلًا ممارسات النظام المغربي المستمرة في الصحراء الغربية، حيث يواصل المغرب احتلال أراضٍ معترف بها من قبل الأمم المتحدة كأراضٍ غير مستقلة، ينبغي لشعبها تقرير مصيره.
تصريحات بوريطة تسعى، على ما يبدو، إلى خلق انطباع خاطئ بأن الجزائر هي مصدر التوتر، في حين أن المغرب هو الذي يتسبب في عدم الاستقرار من خلال سياساته التوسعية في الصحراء الغربية، ما يجعل منه السبب الرئيسي للتوترات الإقليمية. ويستمر النظام المغربي في انتهاك حقوق الشعب الصحراوي وعرقلة حقه في تقرير المصير، على الرغم من مطالبة المجتمع الدولي بإجراء استفتاء تقرير المصير لإنهاء النزاع.
وفي الوقت الذي يتجاهل فيه بوريطة استخدام المغرب لأساليب عسكرية غير قانونية ضد المدنيين في الأراضي الصحراوية المحتلة، بما في ذلك الطائرات المسيرة المزودة بتقنيات إسرائيلية، فإن تصريحاته تسعى إلى تحويل الأنظار عن الوضع الحقيقي في الصحراء الغربية. الجزائر، من جانبها، تتمسك بموقفها الداعم للحلول السلمية، وتدعو باستمرار إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، بعكس سياسة المغرب التي تعتمد على التدخل والتصعيد في قضية الصحراء.
إن تصريحات بوريطة حول “قوة القانون” تعكس، على ما يبدو، توجهًا يهدف إلى تبرير الهيمنة بالقوة، متجاهلًا مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان التي يتزايد الوعي الدولي بأهميتها. بينما يسعى المغرب إلى تعزيز علاقاته مع القوى الكبرى في المنطقة، إلا أن ممارساته تتنافى مع القيم التي يدعي الدفاع عنها.
وبالنسبة للجزائر، قضية الصحراء الغربية ليست مجرد خلاف جغرافي؛ بل هي مسألة إنسانية وقانونية، إذ تدعم الجزائر حقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقًا للقرارات الدولية. كما تدعو الجزائر إلى الوحدة المغاربية كوسيلة لتحقيق الاستقرار، ما يُبرز تناقض محاولات المغرب في تصوير الجزائر كدولة تسعى إلى التصعيد.
يبدو أن تصريحات بوريطة تسعى إلى تحويل انتباه الشعب المغربي عن الأزمة الداخلية التي يعاني منها النظام المغربي بسبب عجزه عن إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية. ورغم أن هذه التصريحات قد تُظهر رغبة في التصعيد، إلا أنها تعكس أيضًا حالة من الإحباط السياسي في ظل فشل النظام المغربي في معالجة هذه القضية.
في الختام، الجزائر تواصل الالتزام بسياسة السلام وتجنّب التصعيد العسكري، ولن تنجرف وراء محاولات المغرب الرامية لتشويه صورتها. إن موقف الجزائر الثابت من دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره يظل جزءًا لا يتجزأ من سياستها الخارجية.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…