‫الرئيسية‬ في الواجهة الحدث الدولي “بوسيدون”.. السلاح النووي الجديد في يد بوتين
الدولي - مقالات - ‫‫‫‏‫3 أيام مضت‬

“بوسيدون”.. السلاح النووي الجديد في يد بوتين

"بوسيدون".. السلاح النووي الجديد في يد بوتين
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا أجرت تجارب ناجحة على منظومتين نوويتين جديدتين: الغواصة-الطوربيد المسيرة «بوسيدون» وصاروخ الكروز النووي «بريفستنيك» (Burevestnik)، مؤكداً أن هذه التجارب تمثل مرحلة متقدّمة في قدرات الردع الاستراتيجي الروسي. وأوضح بوتين، خلال لقائه مجموعة من الجنود الجرحى في أحد مستشفيات موسكو، أن تجربة «بوسيدون» شملت إطلاقاً من غواصة وتشغيل نظام الدفع النووي، فيما عرضت موسكو أيضاً تسجيلات تظهر اختباراً لصاروخ كروز يعمل بدفع نووي قالت إنه تمكن من قطع مسافة طويلة.

ولا تزال تفاصيل هذه التجارب قائمة على إعلانات رسمية فقط، إذ لم تُصدر بعد جهات دولية مستقلة تقارير فنية يمكن من خلالها التحقق علمياً من مدى دقة أو حجم التطور الذي تتحدث عنه موسكو. وقد وصف بوتين قدرات «بوسيدون» بأنها تمنح روسيا سلاحاً قادراً على التحرك لمسافات غير محدودة وعلى إحداث موجات تدمير هائلة في حال تفجيره في الأعماق البحرية، محذراً من أن انفجاره قد يؤدي إلى أضرار ساحلية واسعة. غير أن الخبراء يشددون على ضرورة التمييز بين التصريحات السياسية وبين التقييمات التقنية المستقلة التي تُبنى عادة على صور الأقمار الصناعية والتحليل العسكري، وهي معطيات لم تتوفر بعد بشكل كامل.

وتأتي هذه التطورات بعد سنوات من الجدل الذي أثارته «بوسيدون»، التي سبق أن قدّمتها موسكو كسلاح غير تقليدي يجمع بين خصائص الطوربيد والغواصة الصغيرة ذات الدفع النووي والقادرة على حمل رؤوس نووية. أما صاروخ «بريفستنيك» فقد كان بدوره موضوع تجارب سابقة أعلنت عنها روسيا، مؤكدة أنه صاروخ كروز استراتيجي بمدى عملي غير محدود بفضل الدفع النووي. ومع ذلك، تبقى فعالية هذه المنظومات رهن إثبات مستقل، خصوصاً أن تطوير مثل هذه الأسلحة يحتاج إلى اختبارات متكررة وبيانات تقنية دقيقة لا تُنشر عادة بشكل كامل.

وتزامناً مع الإعلان الروسي، أفادت مصادر غربية بأن الولايات المتحدة ستقلّص جزءاً من وجودها العسكري في بعض قواعد أوروبا الشرقية، ضمن عملية إعادة تموضع أوسع لقواتها، مع الإشارة إلى أن الانسحاب سيشمل وحدات متمركزة في رومانيا. وقد أثار هذا القرار قلقاً لدى عدد من دول الحلف الأطلسي، بينما أكدت واشنطن أن التزاماتها الدفاعية تجاه الحلف ستظل قائمة. ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها إعادة ترتيب للأولويات الاستراتيجية الأميركية، مع تركيز أكبر على مناطق التوتر الجديدة.

وتسجَّل هذه الأنباء في سياق دولي يتسم بتصاعد التوتر بين القوى الكبرى، إذ يتعامل الخبراء مع التصريحات المتعلقة بتجارب الأسلحة النووية بحذر شديد، نظراً لغياب الشفافية التقنية وصعوبة التحقق المستقل من الادعاءات المرتبطة بمدى التطور الحقيقي لهذه الأنظمة. ويؤكد محللون أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيداً من الاختبارات والبيانات العسكرية من الطرفين، فيما ستستمر الجهات الدولية في مراقبة أي مؤشرات تظهر عبر المصادر المفتوحة لتقييم مدى مطابقة هذه الإعلانات للواقع.

وفي ظل هذا المشهد، يرى مراقبون أن الإعلانات الروسية الأخيرة، مهما كانت دقتها، تأتي في إطار استعراض قوة في لحظة تعيش فيها العلاقات الدولية توتراً متصاعداً. كما أن تقييم أثر هذه الأسلحة سيظل رهناً بالمعلومات التقنية والتحقق الدولي، وبردود فعل الحلفاء والخصوم الذين يراقبون عن كثب مسار التسليح الاستراتيجي في روسيا.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

من يحكم فعليًا في مملكة المروك؟

أثار خطاب ملك المروك، الذي دعا فيه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى “حوار مباشر بين الأش…