بوصلة الوطنيين
تظل كلمات القادة العظام حية في ذاكرة الشعوب، تتجاوز الزمن لتصبح موجهًا للأجيال المقبلة. ومن بين تلك العبارات الخالدة، مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين: “إن رأيتم فرنسا راضية عنا، فاعلموا أننا نسير في الطريق الخطأ”. هذه العبارة ليست مجرد تعبير عن موقف عابر، بل تلخص فلسفة وطنية ترتكز على الاستقلال الحقيقي والسيادة الكاملة، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التبعية.
اليوم، وفي ظل قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، يتجدد صدى هذه المقولة، خاصة مع الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها الجزائر. هذه الإصلاحات، التي تهدف إلى تعزيز الاستقلالية الاقتصادية ومواجهة التحديات التنموية، أثارت قلق فرنسا وأخرجتها عن صمتها التقليدي.
ردود الأفعال الفرنسية، التي اتسمت بالتوتر ومحاولات التشويش على مسار الجزائر، ليست سوى دليل على أن هذه الإصلاحات تسير في الاتجاه الصحيح. فالتحرر من الهيمنة الاقتصادية الفرنسية، التي طالما اعتبرت الجزائر مجالًا حيويًا لنفوذها، يمثل تهديدًا مباشرًا لمصالحها.
لكن إذا كانت الإصلاحات الاقتصادية قد أزعجت فرنسا، فإن مواقف الجزائر السياسية الراسخة جعلتها هدفًا لعدة أطراف. دعم الجزائر لقضايا الشعوب العادلة، من الصحراء الغربية إلى فلسطين، يعكس التزامها بمبادئ الحق والعدالة. هذه المواقف أربكت خصوم الجزائر، وعلى رأسهم بني صهيون وحلفاؤهم، الذين سعوا لتشويه صورتها على الساحة الدولية.
وفي ظل عجز الأعداء عن مواجهة الجزائر مباشرة، لجأوا إلى أدواتهم المعتادة: العملاء وأشباه المثقفين الذين يحاولون زرع الفتنة وتشويه صورة الوطن. شخصيات مثل صنصال، داوود، زيطوط، عبود، وحتى أنور مالك، ليست سوى بيادق تتحرك في إطار مخططات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر. ومع ذلك، فإن الشعب الجزائري، بوعيه التاريخي وتجربته الطويلة مع الاستعمار والمؤامرات، يدرك جيدًا حقيقة هؤلاء وأهدافهم الخبيثة.
الجزائر اليوم تواصل البناء والتقدم، رغم كل المحاولات اليائسة لعرقلتها. ولعل غضب فرنسا وبعض القوى الغربية هو الشهادة الأوضح على أن الجزائر تستعيد سيادتها وتبني مستقبلها على أسس قوية ومستقلة. فالسير في الطريق الصحيح لا يعني إرضاء الآخرين، بل تحقيق مصلحة الوطن وضمان حقوق الأجيال القادمة.
تبقى مقولة بومدين: “إن رأيتم فرنسا راضية عنا، فاعلموا أننا نسير في الطريق الخطأ”، عنوانًا لكل وطني غيور على الجزائر. هذه العبارة ليست مجرد ذكرى، بل قاعدة ذهبية يجب أن تبقى في صميم قراراتنا وتوجهاتنا. فالطريق الصحيح هو الذي يبني جزائر قوية، حرة، ومستقلة.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…