‫الرئيسية‬ الأولى تتويج جزائري مزدوج في مهرجان كان السينمائي 2025: حفصة حرزي ونادية مليتي تكتبان فصلاً جديدًا في تاريخ السينما
الأولى - فنون وثقافة - 25 مايو، 2025

تتويج جزائري مزدوج في مهرجان كان السينمائي 2025: حفصة حرزي ونادية مليتي تكتبان فصلاً جديدًا في تاريخ السينما

تتويج جزائري مزدوج في مهرجان كان السينمائي 2025: حفصة حرزي ونادية مليتي تكتبان فصلاً جديدًا في تاريخ السينما
اختتمت فعاليات الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، يوم السبت 24 ماي 2025، وسط أجواء احتفالية كرّمت الفن والإبداع من مختلف بقاع العالم. ومن بين أبرز لحظات هذا الحدث الفني العالمي، برز التتويج اللافت لفنانتين من أصول جزائرية هما المخرجة حفصة حرزي والممثلة نادية مليتي، اللتان سطع اسمهما في سماء المهرجان بأداء وإخراج أثارا إعجاب لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء.

خلال حفل الختام، فازت نادية مليتي بجائزة أفضل أداء نسائي عن دورها البطولي في فيلم “La Petite dernière”، الذي يُعد أول عمل سينمائي تشارك فيه. وقد جسّدت مليتي شخصية “فاطمة” بصدق وعفوية نادريْن، وهو ما جعل النقاد يجمعون على أنها كانت من أقوى مفاجآت هذا العام. اللافت في مسار نادية أنها لم تأتِ من خلفية فنية، بل كانت طالبة رياضية تمارس كرة القدم في الدرجة الثانية الفرنسية، إلى أن اكتُشفت بالصدفة من قبل مديرة كاستينغ في الشارع، وهو ما غيّر مجرى حياتها.

أما مخرجة العمل حفصة حرزي، فهي فنانة متعددة المواهب من أصول جزائرية فرنسية، انتقلت من التمثيل إلى الإخراج بخطى واثقة. وبعد تقديمها عملين سابقين خارج المنافسة، استطاعت هذا العام أن تدخل السباق الرسمي بفيلمها الجديد “La Petite dernière”، وهو ثالث أفلامها الروائية الطويلة، لكنه الأول الذي ينافس في كان. وقد نالت حفصة بدورها جائزة رفيعة في المهرجان، لتؤكد مكانتها كأحد أبرز الأصوات النسوية الصاعدة في السينما الفرنسية والعالمية.

الفيلم الذي جمع هاتين الموهبتين يتناول قصة فتاة من أصول مهاجرة تعيش تمزقات الهوية والانتماء، في مجتمع لا يزال يعاني من الأحكام المسبقة. من خلال عدستها، تناولت حفصة حرزي هذه الإشكاليات بحساسية وعمق، مبتعدة عن الكليشيهات، ومسلطة الضوء على تجارب الحياة اليومية التي تمس جمهوراً واسعاً.

ردود الفعل على الفيلم وجوائزه لم تتوقف عند لجنة التحكيم، بل امتدت إلى النقاد والجمهور الذين عبّروا عن إعجابهم الكبير بأداء نادية وبالرؤية الإخراجية الناضجة لحفصة. الصحافة الفرنسية وصفت الممثلة الشابة بأنها “اكتشاف العام”، بينما شبّه البعض انطلاقتها السينمائية بما حصل مع الممثلة الجزائرية ليلى بختي قبل سنوات.

يُرتقب عرض “La Petite dernière” في القاعات السينمائية ابتداءً من 1 أكتوبر 2025، وسط ترقّب كبير من الجمهور، خاصة بعد هذا النجاح المبهر في كان. أما نادية مليتي، التي كانت تحلم بمستقبل رياضي، فقد فتحت لها السينما أبواباً جديدة، حيث صرّحت بعد تتويجها بأنها “مفتوحة على خوض غمار التمثيل”، مجيبة بابتسامة واثقة: “أحببت التجربة… وأرغب في الاستمرار”.

هذا التتويج المزدوج للفنانتين الجزائريتين ليس فقط نجاحًا شخصيًا لهما، بل يُعد أيضًا مصدر فخر لجمهور واسع من الجالية الجزائرية والعربية، كما أنه يُسلّط الضوء على أهمية تنوّع الخلفيات الثقافية والاجتماعية في صناعة السينما العالمية، ويُبرهن أن الإبداع لا يعرف حدودًا.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…