‫الرئيسية‬ الأولى تخيّل بنزيمة بقميص الجزائر… محرز يكسر الصمت ويبوح بندمٍ كرويٍّ خفي
الأولى - رياضة - 28 يوليو، 2025

تخيّل بنزيمة بقميص الجزائر… محرز يكسر الصمت ويبوح بندمٍ كرويٍّ خفي

تخيّل بن زيمة بقميص الجزائر… محرز يكسر الصمت ويبوح بندمٍ كرويٍّ خفي
أعرب رياض محرز، نجم الكرة الجزائرية وأحد أبرز الوجوه العربية في الملاعب الأوروبية، عن ندمٍ لم يُفصح عنه من قبل. تحدّث بصراحة وهدوء، كمن يسترجع لحظة ضائعة في الزمن، لحظة لم تحدث، لكنه لا يستطيع نسيانها. في مقابلة مع منصة “Carré Football”، بادر محرز بالكلام دون تحفظ، كان يتمنى أن يرى كريم بنزيمة، ابن الجزائر، إلى جانبه في المنتخب الوطني. لم يكن الأمر مجرد رأي عابر، بل شعور عميق بأن التاريخ كان يمكن أن يُكتب بطريقة مختلفة لو أن بنزيمة اختار “الخضر” بدل “الزرق”.

أكد محرز أن بنزيمة، رغم اقترابه من العقد الرابع من العمر، لا يزال يقدّم مستويات مذهلة، وبأنه يشبه كريستيانو رونالدو في الاحتراف والانضباط والقدرة على تحدي الزمن. قالها بكل قناعة: “37 سنة؟ بنزيمة ما زال قويًا، في قمة لياقته، حمل فريقه على كتفيه وفاز بالدوري… احترام كبير له!”، ثم أضاف بلهجة صادقة: “كنا سنتفاهم بشكل رائع على أرضية الملعب”. كانت كلماته أشبه بتنهيدة داخلية، اعتراف صريح بأن شيئًا ما كان ينقصه في رحلته مع المنتخب الجزائري، وأن ذلك الشيء ربما كان اسمه كريم.

لكن ما كان يفتح شهية التمني لدى محرز، كان يُغلقه واقع آخر. بنزيمة، الذي وُلد في فرنسا من والدين جزائريين، اختار مبكرًا تمثيل المنتخب الفرنسي، وحقق معه مجدًا كرويًا لا يُنكر. لم يُخف محرز احترامه لهذا القرار، بل أثنى عليه، واعتبر أن اختيار فرنسا قد أتاح لبنزيمة فرصة كتابة تاريخ شخصيٍّ ناصع، تكلّل بجائزة الكرة الذهبية عام 2022، بعد سلسلة من الألقاب مع ريال مدريد في دوري الأبطال والدوري الإسباني وغيرها. إلا أن النجاح لا يمنع الأسى. فحتى في قمة المجد، تظل هناك لحظات لم تعشها، وأحلام لم تتحقق، ومباريات لم تُلعب.

لم يكن حديث محرز عن بنزيمة فقط استعراضًا لموهبة لم تُضم إلى قائمة الخضر، بل كان تذكيرًا غير مباشر بما تعنيه الهوية والانتماء والاختيار. قال: “كنت أتمنى أن نلعب سويًا للجزائر، لكنه اختار فرنسا”، وكأن ما بين السطور يحمل الكثير من الحنين والمفارقة. فبينما قدّم محرز كل ما لديه لقميص بلده الأصلي، فضّل بنزيمة أن يُقاتل من أجل القميص الذي وُلد عليه، لا الذي وُلد منه. وهذا هو جوهر الازدواجية التي يعيشها الكثير من أبناء الجالية الجزائرية في أوروبا، حيث يكون القلب مع الجزائر، لكن القدم تتجه نحو فرنسا.

ورغم هذا الندم الجميل، لم يُقلل محرز من شأن المنتخب الجزائري، بل أعاد التذكير بأن الجزائر تبقى منتخبًا كبيرًا، وحققت إنجازات عظيمة، على رأسها التتويج بكأس الأمم الإفريقية عام 2019. لكنه، كأي فنان يتخيل لوحة أجمل، لا يستطيع إلا أن يتساءل: ماذا لو كان بنزيمة في تلك التشكيلة؟ ماذا لو واجهت الجزائر الكاميرون أو السنغال أو حتى فرنسا، وبجانب محرز كان هناك كريم، ليس الخصم… بل الشريك في الهجوم؟

ما قاله محرز قد يبدو بسيطًا في ظاهره، لكنه يعكس مشهدًا أوسع وأكثر تعقيدًا. إنه يتحدث باسم جيل من اللاعبين والجماهير الذين ينظرون إلى الموهبة الجزائرية المنتشرة في أوروبا، ويتساءلون: كم من بنزيمة خسرناه؟ كم من نجمٍ كان يمكن أن يكون بيننا؟ ولكن، كما في كرة القدم، لا تُحتسب الأهداف التي لم تُسجل، ولا تُكتب الانتصارات التي لم تقع. يظل الحلم معلّقًا، وتبقى الحكاية ناقصة.

ربما لن يرتدي كريم بنزيمة يومًا قميص المنتخب الجزائري، وربما لن نرى هدفًا مشتركًا بينه وبين رياض محرز في مباراة رسمية. لكن مجرد هذا الاعتراف، هذه الأمنية الصادقة من نجمٍ بحجم محرز، تكفي لأن تُخلّد تلك الفكرة في وجدان كل محب للكرة الجزائرية، بنزيمة ومحرز، الثنائي الذي لم يكن… لكنه كان يمكن أن يكون أسطورة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر

يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …