تعاون استراتيجي مستدام

تعاون استراتيجي مستدام

جدد الاتحاد الأوروبي تأكيده على أن الجزائر تمثل شريكًا “مميزًا وضروريًا وأساسيًا”، ما يعكس مكانة الجزائر المتزايدة على الساحة الدولية، خاصة في ظل تعاظم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة. جاء هذا التصريح على لسان السفير الجديد للاتحاد الأوروبي في الجزائر، السيد دييغو ميادو باسكوا، عقب تقديم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.

هذا الوصف يعبر عن الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لتعزيز شراكته مع الجزائر، التي تُعتبر قوة إقليمية محورية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. الروابط الاقتصادية والسياسية التي تجمع الطرفين تؤكد على الحاجة إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، مع التركيز على تحقيق أهداف استراتيجية مشتركة تشمل التبادل التجاري والاستثمار، وكذلك البحث عن حلول مستدامة للتحديات المشتركة مثل الهجرة والجريمة المنظمة.

يرى الاتحاد الأوروبي في الجزائر شريكًا أساسيًا ليس فقط في المجال الاقتصادي، بل أيضًا في التعامل مع القضايا الجيوسياسية الحساسة التي تؤثر على استقرار المنطقة. كما أشار السفير إلى أهمية تعزيز الحوار السياسي بين الطرفين، وهو عنصر جوهري لضمان استمرار التعاون في ظل التغيرات الدولية.

الرؤية التي قدمها السفير باسكوا تشير إلى أن الجانبين يسعيان لتطوير شراكة شاملة تمتد إلى قضايا سياسية وأمنية حيوية، مع تأكيد الاتحاد الأوروبي على تضامنه مع الجزائر. هذه الشراكة لا تأتي من فراغ، بل ترتكز على قاعدة متينة من التفاهمات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقًا، مثل اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.

يمكن القول إن الجزائر تسير نحو تعزيز مكانتها كشريك أساسي للاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، مما يفتح الباب أمام آفاق جديدة للتعاون المتبادل الذي يخدم مصلحة الطرفين على المدى الطويل.