تهانينا لقاهرة الاستعمار
الجزائر اليوم تجسد رمزًا للصمود والعزة، حيث تواصل إرساء مكانتها المتميزة على الساحة الدولية. من خلال فوزها الأخير في الانتخابات التي جرت خلال قمة الاتحاد الإفريقي، أثبتت الجزائر مجددًا قدرتها على التفوق دبلوماسيًا، بعيدًا عن أي هيمنة أو تحايل. هذا النجاح يضاف إلى سلسلة من الإنجازات التي تؤكد التزام الجزائر الثابت بالقضايا الإفريقية، وتعكس احترامها للمبادئ والأخلاقيات في السياسة الدولية.
في قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة، حققت الجزائر انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا بفوز مرشحتها، السفيرة مليكة سلمى حدادي، بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. هذا الفوز، الذي تحقق بفضل الدعم الواسع من الدول الإفريقية، جاء بعد منافسة شرسة مع مرشحي أربع دول أخرى، من بينها المغرب، مصر، وليبيا. وقد حصلت الجزائر على ثلثي الأصوات اللازمة للفوز بالمنصب، ما يعكس الاحترام الكبير الذي تحظى به في القارة.
لقد أظهر هذا الانتصار قدرة الجزائر على التفوق في مجالات الدبلوماسية والسياسة الخارجية، رغم محاولات بعض الأطراف، وفي مقدمتها المغرب، التلاعب بالأصوات من خلال أساليب الرشوة وتحالفات مشبوهة. بينما ركزت الجزائر على بناء جسور من التعاون والصداقة الحقيقية مع القارة الإفريقية، اعتمدت دبلوماسية المغرب على المقايضات والصفقات التي لا تستند إلى المبادئ.
الجزائر، على عكس بعض الدول الأخرى، تلتزم بمواقف ثابتة تدعم استقلالية القارة الإفريقية وتحقيق مصالحها بعيدًا عن أي تدخلات خارجية. فوز مرشحة الجزائر هو تأكيد على أن المواقف الأخلاقية والمبدئية هي التي سادت في النهاية، وهي التي تحظى بالاحترام على المستوى الإفريقي والدولي.
الجزائر ليست مجرد دولة تسعى للمناصب، بل هي قوة دافعة نحو بناء قارة إفريقية قوية ومستقلة. هذا النجاح يعكس التزام الجزائر بالمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في القارة، إضافة إلى دعم التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الإفريقية. كما تواصل الجزائر دعمها لحركات التحرر الإفريقية وتحقيق العدالة الاجتماعية في مختلف أنحاء القارة.
إن الجزائر اليوم تتطلع إلى تعزيز دورها في الاتحاد الإفريقي، وهي تمثل نموذجًا حيًا للدول التي تسعى لبناء مستقبل مشرق لإفريقيا، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية والتلاعب السياسي.
لقد أثبتت الجزائر مرة أخرى أنها دولة قادرة على التأثير الإيجابي في السياسة الدولية، وأنها لا تزال محافظة على مواقفها الثابتة في دعم القضايا الإفريقية والعربية. فوز مرشحتها بهذا المنصب يمثل بداية مرحلة جديدة من العمل الإفريقي المشترك، حيث ستستمر الجزائر في تعزيز مكانتها كمركز ثقل في القارة، ومواصلة سعيها لتحقيق مصالح الشعوب الإفريقية.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر
يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …