دريانكور.. السفير العنصري.. والفاسد أيضا
دريانكور، السفير الفرنسي السابق في الجزائر، والذي كان عميلاً للمخابرات الفرنسية ومستشاراً لمارين لوبان، ابنة العسكري المظلي السابق الذي عمل في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، أصبح اليوم يحمل صفة “الفاسد” التي أطلقها عليه الإعلام الجزائري. هذه الصفة ظهرت بعد الكشف عن قضية تهرب ضريبي مرتبطة بصفقة بيع أراضٍ مملوكة للسفارة الفرنسية في الجزائر إلى رجل الأعمال الفاسد، كونيناف، أحد أفراد عصابة الفساد.
ما يثير الانتباه هو أن الفساد المالي ليس الصفة الوحيدة التي ارتبطت بهذا السفير، بل تعداها الأمر إلى العنصرية. دريانكور عرف بعدائه المستمر للجزائر، إذ دأب على مهاجمة هذا البلد بشكل مستمر، مما جعله مثالاً للعقلية الاستعمارية القديمة التي لا تزال تسيطر على بعض العلاقات الفرنسية الجزائرية. عنصريته تجاه الجزائريين كانت واضحة، حيث خصص عداءه للجزائر فقط دون غيرها من الدول العربية الأخرى.
قضى دريانكور سبع سنوات في الجزائر كسفير، لكنه لم يكن مهتماً إلا بالتآمر عليها، غاضاً الطرف عن مشاكل فرنسا الداخلية والعالم من حوله. بل تمادى في عدائه للجزائر إلى درجة أنه استمر في توجيه الانتقادات حتى بعد انتهاء مهامه، مما يوحي بأن “العداء للجزائر” كان جزءاً من مهمته.
وتكشفت مؤخراً قضية بيع قطعة أرض شاسعة تقع في الأبيار، بأعالي العاصمة الجزائرية، وتبلغ مساحتها 10,517 مترًا مربعًا، وتضم فيلا تاريخية معروفة باسم “الزبوج”، مشيدة على الطراز الموريسكي. كانت هذه الأرض مملوكة للسفارة الفرنسية، وتم بيعها لرجل من نظام الفساد. من المتوقع أن يواجه دريانكور اتهامات بالتورط في هذه الصفقة المشبوهة والتهرب الضريبي، ما قد يقوده إلى المحاسبة أمام العدالة الفرنسية.
دريانكور سبق وصرح بأنه لم يستطع خلال سنوات عمله كسفير في الجزائر فهم النظام الجزائري أو اختراق أسراره. رغم ذلك، لم يمنعه ذلك من التدخل في شؤون الجزائر الداخلية، بل وصلت به الجرأة إلى حد تقديم نصائح للقيادة الفرنسية بتوجيه اهتمامها نحو المغرب، متجاهلاً الإرث الاستعماري الذي لا يزال يخيم على العلاقات في المنطقة.
الحقيقة التي تكشفت الآن تضع دريانكور في خانة السفراء الفاسدين، الذين لا يمثلون إلا مصالحهم الشخصية، متجاوزين بذلك كل القيم والمبادئ التي يتغنون بها حول حقوق الإنسان والنزاهة.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…