‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي الافتتاحية دريانكور وأوهام “التخوف الجزائري”
الافتتاحية - 28 يونيو، 2024

دريانكور وأوهام “التخوف الجزائري”

دريانكور وأوهام "التخوف الجزائري"
يعود غزافيي دريانكور مجددًا للتصريح حول الجزائر، مدعيًا أنها متخوفة من احتمال صعود اليمين المتطرف في فرنسا. ينسى هذا العنصري التابع للمخابرات الفرنسية أن صعود اليمين المتطرف يشكل تهديدًا أكبر للدول الأوروبية. والدليل على ذلك تصريح المستشار الألماني شولتز بعد حصول اليمين المتطرف الفرنسي على نسبة كبيرة في انتخابات تجديد البرلمان الأوروبي.

تلك الانتخابات لم تغير شيئًا في موازين القوى السياسية داخل البرلمان الأوروبي، لكنها فضحت فرنسا أمام العالم. تخوف المستشار الألماني من نتائج قرار ماكرون بحل البرلمان الفرنسي والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة يظهر بوضوح مدى خطورة هذا الصعود. والسؤال المطروح هنا: لماذا لا يتحدث هذا “الخبير” عن تخوف أوروبا والعالم من صعود العنصريين أمثاله؟ ولماذا يهتم هذا العنصري فقط بما يحدث في الجزائر؟

أذكر هذا الشخص الغريب الأطوار والفاقد للرؤية السياسية الموضوعية بأن أوروبا سبق لها أن تعاملت مع تجربة صعود العنصري يورغ هايدر من حزب اليمين المتطرف، الذي انتُخب مستشارًا لدولة النمسا. كان من الأجدر بعميل المخابرات الفرنسية أن يدرس التاريخ ليعرف أن صعود اليمين المتطرف في فرنسا سيكون كارثة عليها، وسيتسبب في عزلها أوروبياً كما عُزلت النمسا حتى سقوط المستشار المتطرف العنصري.

لم تقبل بلدية بسيطة في بلجيكا المستشار يورغ هايدر، ومنعته من دخول أراضيها وإقامة محاضرة فيها. فكيف يمكن لأوروبا أن تقبل بعنصريين على رأس دولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي وتنادي بالحرية والعدالة والمساواة؟

ما لا يعرفه هذا الحاقد دريانكور أو يتجاهله عمدًا هو أن فرنسا أصبحت موضوع نقاش في الاتحاد الأوروبي لتحديد كيفية التعامل معها في حال صعود اليمين المتطرف. حيث نظمت قمة طارئة لدراسة الوضع ومساءلة رئيسها إيمانويل ماكرون حول التطورات في بلاده. التخوف من صعود اليمين المتطرف في بلد الجن والملائكة هو تخوف عالمي وليس جزائرياً. وأتعجب كيف قبلت الجزائر بوجودك كسفير لديها لمدة سبع سنوات وأنت عنصري من اليمين المتطرف، لن تقبلك بلدية بسيطة في بلجيكا وستطردك كما طردت يورغ هايدر النمساوي.

العنصريون من أجدادك لم يرهبوا الجزائر في الماضي، فقد قاومتهم وطردتهم من أراضيها، ولن ترهبها لا اليوم ولا غداً، ولن يرهبوا أي دولة أخرى. إنهم وصمة عار على بلدهم، وعلى شعبهم، وعلى المقربين منهم، وعلى الدولة التي ينتمون إليها، وعلى النظام الفاسد الذي حكم الجزائر قبل عام 2019 وسمح بوجود عنصري مثلك سفيراً في بلد الشهداء.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر.

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…