‫الرئيسية‬ الأولى رئيسة الاستخبارات الأمريكية تنفي مزاعم الغزو الروسي وتفجّر خلافًا حادًا مع الأوروبيين
الأولى - الحدث - الدولي - ‫‫‫‏‫8 دقائق مضت‬

رئيسة الاستخبارات الأمريكية تنفي مزاعم الغزو الروسي وتفجّر خلافًا حادًا مع الأوروبيين

رئيسة الاستخبارات الأمريكية تنفي مزاعم الغزو الروسي وتفجّر خلافًا حادًا مع الأوروبيين
وجّهت رئيسة الاستخبارات الأمريكية، تولسي غابارد، ما وُصف بـ«الصفعة السياسية» للأوروبيين، بعد تكذيبها لمضمون مقال نشرته وكالة الأنباء «رويترز»، تحدث عن وجود مخطط روسي لغزو عدد من الدول الأوروبية. وادعى المقال أن موسكو تخطط لاحتلال كامل أوكرانيا، ثم التمدد نحو دول البلقان وصولًا إلى بولندا، معتبرًا أن هذا السيناريو جدي ويعبّر عن نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
غير أن هذه الرواية، وفق الموقف الأمريكي الرسمي، لا تستند إلى معطيات استخباراتية دقيقة، بل تعكس – حسب قراءة واشنطن – تصورات بعض القادة الأوروبيين الذين يغامرون بشعوبهم عبر الدفع نحو مواجهة عسكرية مفتوحة مع روسيا. ويُشار في هذا السياق إلى مواقف كل من الرئيس الفرنسي، والمستشار الألماني، والقيادة البولندية، إضافة إلى هولندا عبر ممثلها في حلف شمال الأطلسي، مارك روته. المعلومات التي نشرتها «رويترز» لم تمر مرور الكرام داخل دوائر صنع القرار الأمريكية، حيث سارعت رئيسة المخابرات إلى نفي ما ورد فيها، مؤكدة أن روسيا لا تملك أي مخططات توسعية ولا نية لاحتلال دول أوروبية أخرى. واعتبرت أن هذه السرديات تُستخدم لخلق مناخ من الخوف، وتهدف أساسًا إلى إفشال الجهود السياسية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل التوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا. ويُعد هذا الاتهام، الصادر عن أعلى جهاز استخباراتي أمريكي، مباشرًا وخطيرًا في آن واحد، إذ حمّلت غابارد بعض العواصم الأوروبية مسؤولية ترويج معلومات مضللة. واستندت في موقفها إلى تحليل استخباراتي يفيد بأن روسيا لا تملك، لا من حيث الإمكانات العسكرية ولا من حيث الجاهزية اللوجستية، الوسائل الكفيلة بتنفيذ خطة توسعية بهذا الحجم، مؤكدة أن الولايات المتحدة متيقنة من ذلك. وللمرة الثانية خلال فترة وجيزة، يوجّه مسؤول نافذ في الإدارة الأمريكية انتقادات قاسية للأوروبيين، ويفنّد ما وصفه بـ«الأكاذيب» المتعلقة بنوايا موسكو. ويأتي هذا الموقف متناغمًا مع التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد، في ظهور إعلامي مطوّل استمر أكثر من أربع ساعات، أن بلاده تسعى فقط إلى ضمان أمنها القومي، ولا تحمل أي نوايا عدائية تجاه أوروبا. بل اعتبر أن دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو هي من نقضت التزاماتها واقتربت عسكريًا من الحدود الروسية. وتُقرأ تصريحات رئيسة المخابرات الأمريكية، المعروفة بتخصصها في الشأن الروسي ومعرفتها الدقيقة بتركيبة النظام في موسكو، على أنها مؤشر قوي على توجّه استراتيجي جديد داخل واشنطن، يقوم على تجنّب أي صدام مباشر مع روسيا. وقد تعزز هذا التوجه من خلال العقيدة الدفاعية الأمريكية الجديدة، التي لم تعد تصنّف روسيا كعدو مباشر للولايات المتحدة، وهو ما شكّل منعطفًا تاريخيًا في العلاقات بين الغرب وموسكو. هذا التحول أفقد العديد من العواصم الأوروبية الغطاء السياسي والإيديولوجي الذي بنت عليه خطابها التصعيدي تجاه روسيا، كما كشف هشاشة التوافق الأوروبي، خاصة أن عددًا من القيادات الحالية في أوروبا ينحدر من خلفيات تاريخية تحمل عداءً متجذرًا تجاه الروس. التوجه الأمريكي الجديد، الذي أكدته رئيسة الاستخبارات، بدأ فعليًا في اختراق الجدار الأوروبي المعادي لروسيا، وظهرت ملامحه في تفكك المواقف داخل الاتحاد الأوروبي، كما برز ذلك خلال آخر قمة أوروبية ناقشت مسألة استخدام الأصول الروسية المجمدة. وقد تدخلت الولايات المتحدة لمنع هذا التوجه، محذّرة من خطورته على الاستقرار الاقتصادي الأوروبي والعالمي، ما عكس بوضوح اتساع الفجوة بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين في مقاربة الملف الروسي.

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

بلجيكا تُفشل “سطو” الاتحاد الأوروبي على الأموال الروسية

لن تحصل أوكرانيا على الأموال الروسية المجمّدة في بلجيكا لدى شركة “يوروكلير”، بعد أن خرج رئ…