‫الرئيسية‬ الأولى رعاع المخزن وتماديهم ضد الشعب الجزائري
الأولى - مقالات - 21 سبتمبر، 2024

رعاع المخزن وتماديهم ضد الشعب الجزائري

رعاع المخزن وتماديهم ضد الشعب الجزائري
تشهد الجزائر حملة شرسة وعدائية يقودها مجموعة من المؤثرين المغاربة المعروفين بانتمائهم للمخابرات المغربية. تهدف الحملة إلى الترويج لمزاعم باطلة، من بينها ادعاء أن فتاة صرحت برغبتها في مغادرة المملكة إلى الخارج هي جزائرية، وليست مغربية. اشتعلت الحملة كعادتها ضد الشعب الجزائري، وادعى المؤثرون التابعون للمخابرات المغربية أنها جزائرية متخفية لتشويه سمعة الشعب المغربي.

المثير في الأمر أن هؤلاء المؤثرين لم يتحققوا حتى من جنسية الفتاة، رغم أن والدها خرج بتصريح رسمي أمام الكاميرات يؤكد أن ابنته مغربية صرفة، والدها مغربي وأمها مغربية أيضًا. ورغم أن هذه التفاصيل كانت واضحة، إلا أن القضية الأكبر هنا هي حدة نشر الكراهية ضد الشعب الجزائري. أصبح شتم الجزائر شعبًا وقيادة أمرًا آليًا في أي حدث يقع في المغرب، مما يوضح أن التوجه المخابراتي للمخزن لم يتغير على مدار السنوات.

يتمثل هذا التوجه في نشر الأكاذيب وتوجيه انتباه الشعب المغربي إلى الجزائر، واعتبارها السبب الرئيسي لمشاكل المغرب الداخلية. بعض الفيديوهات المنتشرة تظهر حقدًا دفينًا وعنصرية لا مثيل لها، مع تجاهل تام لحقيقة أن هناك حوالي 850 ألف مغربي يعيشون في الجزائر. هذه الحملة العنصرية المتزايدة قد يكون لها انعكاسات خطيرة على المغاربة المقيمين في الجزائر، كرد فعل طبيعي على هذا الخطاب العدائي.

لم تتوقف هذه الحملات العدائية ضد الجزائر منذ سنوات، حيث طالت الرموز التاريخية والحالية للبلاد، ووصلت إلى حد تشويه الانتخابات الرئاسية الجزائرية والافتراء عليها. تم اختلاق أحداث لا وجود لها إلا في مخيلة المخزن وزبانيته. هذه العدائية غير المسبوقة في تاريخ العلاقات بين الدول والشعوب تفوق حتى تصرفات بعض الدول المعروفة بعدائها مثل إسرائيل.

نتائج هذه الحملات ستكون كارثية ومستدامة على العلاقات بين البلدين. من الصعب لأي نظام سياسي مستقبلي في الجزائر أن يتجاوز هذه الحملة العنصرية، خاصة وأن جرعات الحقد ضد الجزائر بلغت مستويات غير مسبوقة، وستظل الفيديوهات والشواهد موجودة على وسائل التواصل الاجتماعي لسنوات قادمة، لتؤكد حجم الكراهية التي يتعرض لها الجزائريون ليلًا ونهارًا، حتى من قِبل من يقدمون أنفسهم كمثقفين وأساتذة، وهم في الحقيقة مجرد رعاع.

محاولة إلصاق تهم التحرك الشعبي، الذي قد يتطور إلى ثورة شعبية في المغرب، بالجزائر يعكس هوسًا سياسيًا غير مسبوق. المخزن، بدلًا من مواجهة مشاكله الداخلية بحكمة، يبحث دائمًا عن عدو خارجي، حتى إذا لم يوجد، فيلجأ إلى صناعته واختراعه من العدم. هذه التصرفات تعد علامات على انهيار النظام في المغرب، عكس ما يحاول المخزن تصديره للرأي العام المغربي.

في النهاية، حبل الكذب قصير، ولن يفيد المغرب، بل سيزيد من عدد أعدائه دون أن يدرك ذلك.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مدير نشر جريدة “المؤشر”


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…