‫الرئيسية‬ الأولى رغم التوترات السياسية… الاستخبارات الفرنسية تؤكد استمرار التنسيق مع الجزائر وروسيا
الأولى - الحدث - الوطني - 9 يوليو، 2025

رغم التوترات السياسية… الاستخبارات الفرنسية تؤكد استمرار التنسيق مع الجزائر وروسيا

رغم التوترات السياسية… الاستخبارات الفرنسية تؤكد استمرار التنسيق مع الجزائر وروسيا
كشف مدير المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي (DGSE)، نيكولا لورنيه، أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية لا تزال تحتفظ بقنوات اتصال مفتوحة مع نظيرتيها الجزائرية والروسية، رغم ما تشهده العلاقات الدبلوماسية مع هذين البلدين من توتر حاد خلال السنوات الأخيرة. وفي مقابلة مطوّلة بُثت على قناة LCI الفرنسية الإخبارية، تحدث لورنيه بوضوح عن ما وصفه بـ”ضرورة استمرار التعاون الاستخباراتي بعيدًا عن تقلبات السياسة”، مؤكدًا أن قنوات تبادل المعلومات الأمنية لم تُقطع إطلاقًا، لا مع موسكو ولا مع الجزائر.

قال لورنيه: “نحن نتحدث مع الغالبية العظمى من أجهزة الأمن في العالم، وهذا أحد المبادئ الثابتة في عملنا. فحتى حين تُغلق القنوات الدبلوماسية، يظل التنسيق الأمني قائمًا.” وأوضح أن هذا النوع من التواصل لا يُخضع لاعتبارات العلاقات السياسية، بل يُبنى على الضرورات الأمنية، لا سيما في مواجهة التهديدات العابرة للحدود مثل الإرهاب والتطرف العنيف.

وفيما يتعلق بروسيا، التي أصبحت معزولة عن الغرب منذ تدخلها العسكري في أوكرانيا عام 2022، أكد رئيس DGSE أن الحوار الاستخباراتي مع موسكو لم يتوقف، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب الجهادي. وأشار لورنيه إلى أنه عقد اجتماعات شخصية “متعددة ومؤخّرة” مع نظيره الروسي سيرغي ناريشكين، مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية (SVR)، مؤكدًا استمرار تبادل المعلومات بين الجانبين، رغم أن باريس تعتبر أن “روسيا تشكل تهديدًا وجوديًا طويل المدى لأوروبا وقيمها الديمقراطية”، حسب تعبيره.

وكشف لورنيه أن فرنسا طردت نحو 50 عنصرًا من الجواسيس الروس كانوا ينشطون داخل أراضيها، من أصل حوالي 80 عنصرًا كانوا موجودين قبل الحرب، ما أثر على قدرات موسكو في ما وصفه بـ”الحرب المعلوماتية”.

وبخصوص العلاقات مع الجزائر، التي تمرّ منذ صيف 2024 بأزمة عميقة عقب اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، أكد لورنيه أن التعاون الاستخباراتي لم يتوقف رغم تراجع مستواه.

وقال المسؤول الفرنسي: “أحتفظ بعلاقات تبادل مع نظرائي الجزائريين، وهو أمر ضروري في ظل التهديدات التي قد تطال بلدينا. خطر الإرهاب لا يزال قائمًا، ولا مجال للمجازفة فيه.” وأضاف أن تبادل المعلومات في الملفات الأمنية الحيوية “لا يزال مستمرًا، وإن كانت وتيرته أقل مما كانت عليه في الماضي”، في إشارة إلى تداعيات التوتر السياسي والدبلوماسي على التنسيق الأمني.

تصريحات لورنيه تعكس نهجًا تتبناه العديد من الدول الكبرى، حيث يُفصل العمل الأمني عن التحولات السياسية والديبلوماسية، باعتباره خطًا أحمر لا يمكن تجاهله في عالم مضطرب تزداد فيه التهديدات الأمنية تعقيدًا وتشابكًا. وفي وقت تتصاعد فيه النزاعات الدولية والتوترات الإقليمية، تبدو الرسالة الفرنسية واضحة:

“حين تصمت السياسة، تتحدث الاستخبارات” — في إشارة إلى الدور المستمر للأجهزة الأمنية في الحفاظ على حدّ أدنى من التعاون والتواصل بين العواصم المتخاصمة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

صناعة السيارات: الحكومة تشدد القواعد

أكد وزير الصناعة، يحيى بشير، اليوم الخميس، أن الجزائر دخلت مرحلة حاسمة في مسار إعادة بناء …