‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي الافتتاحية سقوط النظام السوري والدور التخريبي للتنظيمات الإسلامية
الافتتاحية - 15 ديسمبر، 2024

سقوط النظام السوري والدور التخريبي للتنظيمات الإسلامية

سقوط النظام السوري والدور التخريبي للتنظيمات الإسلامية
يبحث الإعلام العربي في خلفية محمد الجولاني، المعروف أيضًا باسم “أحمد الشرع”، فيكتشف أنه وُلد في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وهذه هي المعلومة الوحيدة المعروفة عنه. أما الإعلام الغربي فيؤكد أن قطر خصصت نحو 3 مليارات دولار لتسليح تنظيم الجولاني، وأن الكيان الصهيوني كان يضمن رواتب مقاتليه ويعالج المصابين منهم. كما تقدم تركيا التدريب والمأوى في حالات الحاجة. هكذا أصبح تنظيم الجولاني عبارة عن منظمة متعددة الجنسيات، ترتدي زيًا عسكريًا ولحية، وتستخدم الخطاب الديني للتلاعب بالجمهور وجذبهم إلى حروب لا مصلحة لهم فيها.

في السياق نفسه، اجتمع عدد من المسؤولين العرب في الأردن لمناقشة الوضع في سوريا، بحضور الممثلة الجديدة للدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، التي تتبنى مواقف عدائية تجاه روسيا. خلال الاجتماع، طالبوا المجتمع الدولي بحماية وحدة سوريا الترابية، بينما في نفس الوقت كان المجتمع الدولي يدعم تنظيم الجولاني ويشجعه على الإطاحة بنظام الأسد.

من اللافت أن قادة العرب لم يتعرفوا على تسريبات إيميلات هيلاري كلينتون، التي كشفت بوضوح أن تنظيم داعش وأغلب الجماعات الإسلامية المتطرفة، إن لم تكن جميعها، هي من صناعة الولايات المتحدة والغرب. وهذا الغرب الذي يتمنى العرب أن يساهم في الحفاظ على وحدة سوريا، بينما هو نفسه يدعم هذه الجماعات ويسعى لإضعاف النظام السوري.

الدول العربية تدرك أن الكيان الصهيوني لا يعترف بالقانون الدولي ولا يلتزم به، ولا يريد بقاء سوريا موحدة. الكيان الصهيوني يقصف مواقع الجيش السوري باستمرار، بينما تجوب مخابراته الأراضي السورية دون أي رادع. من المحتمل أن تكون أجهزته الأمنية قد تحصلت على معلومات هامة من جهاز المخابرات السوري، والتي قد تكون مفيدة لها في المستقبل.

التناقضات الكبيرة في المواقف تكشف أن سوريا كدولة موحدة قد تقترب من نهايتها لعدة أسباب. أولًا، أن “الجماعات المعارضة” بقيادة الجولاني، الذي فرض نفسه على الساحة، قد سيطرت على السلطة دون الرجوع إلى المعارضة السورية التي كانت تطمح إلى دولة وطنية تسع الجميع. للأسف، لم يدرك هذا التحالف العواقب السلبية للتحالف مع جماعات دينية مسلحة، وهو ما سيدفعون ثمنه بعد سقوط النظام.

أيضًا، كانت هناك مشاريع لأنابيب الغاز القطري، التي حلمت قطر بها لمنافسة الغاز الروسي، ولكن نظام الأسد كان يرفض هذه المشاريع. ومع تدهور الوضع في سوريا، قد تجد هذه المشاريع طريقها للتحقيق في المستقبل. هذه المشاريع هي سبب رئيسي في الصراع على السيطرة على الأراضي السورية من أجل مرور أنابيب الغاز إلى تركيا أو عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. تركيا أيضًا تسعى للسيطرة على هذه الأنابيب لأنها تريد أن تصبح ممرًا دوليًا رئيسيًا للطاقة.

سقوط النظام السوري يحمل العديد من الدروس، وأبرزها أن الجماعات الدينية، سواء كانت سنية أو شيعية، هي مجرد أدوات في يد القوى الخارجية، ولا تمتلك أي حس بالوطنية. كما قال أحد قيادات الإخوان المسلمين، غالب الهضيبي، “الوطن ليس سوى حفنة من التراب”، مما يعكس مدى التهاون في الدفاع عن السيادة الوطنية.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

المروك على حافة الانهيار الاقتصادي ويبحث منفذا عبر الجزائر

تكثّف دوائر المخزن في المروك خلال الأسابيع الأخيرة حملاتها الإعلامية الممولة عبر مقالات مد…