غرابة عنصرية فرنسا ومحاربة المسلمين بأموال المسلمين
أغرب ما يحدث في تاريخ فرنسا هو أنها البلد الوحيد الذي يمتلك حزبًا عنصريًا بمفاهيم وتصرفات غريبة عما هو متعارف عليه في التاريخ البشري. العنصرية التقليدية هي نظريات مبنية على تفوق عنصر بشري على باقي الأجناس وتعمل على نشر الكراهية ضدهم، ضد السود مثلًا كما عرفناه في نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ضد الفلسطينيين والعرب كما نراه في فلسطين، وضد كل من ليس من العرق الآري كما حدث خلال مرحلة الحرب العالمية الثانية وطورته النازية. ولكن حزب بنت المظلي الفرنسي السابق يطور نظرية عنصرية موجهة فقط ضد الجزائريين، وهي أغرب ما يعرف في التاريخ المعاصر وتحتاج إلى دراسة معمقة نظرًا لأن الجزائري ينتمي إلى مجموعة بشرية أوسع من الحدود التي يسكنها حاليًا، ولا يعقل أن يتم تحديد عنصرية حشرتها مارين لوبان وأبوها في حدود وجنسية بعينها.
مارين لوبان زارت الأزهر الشريف واستقبلها الشيخ الطيب، ربما في رسالة منها بأنها ليست ضد المصريين أو مسلمين من بلدان بعينها، وفي نفس الوقت طلبت من الإمارات أموالًا تقدر بـ8 ملايين يورو وتلقتها طبعًا حسب تسريبات “ميديا بارت”، ربما لتقديم خدمات ضد قطر والجزائر لاحقًا. مارين لوبان تعد المغرب بالاعتراف بمغربية الصحراء الغربية وكأنها ملكية أبيها العنصري، وليست بلدا تحت الاستعمار ينتظر حلا من الأمم المتحدة.
صراحة، عنصرية حزب لوبان تدعو للشفقة لأنها فكريًا لا تستقيم، وتعتبر فقط عملية سطو على الفكر العنصري. رغم كراهيتي لهذا الفكر غير الإنساني، فهي في الحقيقة استمرار لفكر أبيها الاستعماري وتطوره إلى كراهية موجهة فقط ضد الجزائريين في فرنسا، وحتى أبوها المظلي كان يحب صدام حسين العراقي.
العنصرية الصغيرة الأخرى، ماريون مارشال لوبان من نفس عائلة الضابط المظلي، تحالفت مع إريك زمور، اليهودي من الأصول الجزائرية، والذي لا يعرف من العنصرية إلا كراهية الجزائريين. وربما هذا مفهوم نظرًا لتعاليم مذهبه في الديانة اليهودية، لأن هناك يهود لا علاقة لهم بمثل هذا الفكر، ومنهم من شارك في حرب التحرير مدافعًا عن الجزائر، واليهود السامريين في جبل جرزيم جنوب مدينة نابلس المناصرين للقضية الفلسطينية.
العنصرية الصغيرة، ماريون لوبان، تنفصل مؤخرًا عن إريك زمور وتدير ظهرها له ربما اقتناعًا بأصول فكرها العنصري المعادي لليهود كما أسسه هتلر زعيم النظام النازي.
محاولة الغوص في الفكر العنصري الفرنسي المتطرف يصيبك بالغثيان، فلا توجد لهذا الفكر أسس عقائدية واضحة، وهو خليط من بقايا الأحقاد الاستعمارية ليس إلا، وموجه بنسبة 90 في المئة ضد الجزائريين دون غيرهم من الأجناس وربما مواطني بعض الدول الإفريقية كمالي والنيجر، وهي حقيقة خريطة المستعمرات التي تحررت من فرنسا.
مارين لوبان نجحت في بيع فكرها وأحقادها ضد الجزائريين للإماراتيين والمغرب وإسرائيل، وتحولت إلى خادمة لمصالحهم. ولم تحتفظ من الفكر العنصري إلا بكراهية الجزائريين.
لقاؤها مع شيخ الأزهر لم يردعها عن نشر سمومها وأحقادها ضد المسلمين في فرنسا، وذكاؤها أوصلها إلى أن تحقق معجزة محاربة المسلمين، وطبعًا الجزائريين، بأموال دولة تدعي أنها مسلمة أيضًا.
لخضر فراط، صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
المروك على حافة الانهيار الاقتصادي ويبحث منفذا عبر الجزائر
تكثّف دوائر المخزن في المروك خلال الأسابيع الأخيرة حملاتها الإعلامية الممولة عبر مقالات مد…







