‫الرئيسية‬ الأولى غزارة فكرية غير مسبوقة في الصالون الدولي للكتاب 2025
الأولى - فنون وثقافة - ‫‫‫‏‫يومين مضت‬

غزارة فكرية غير مسبوقة في الصالون الدولي للكتاب 2025

غزارة فكرية غير مسبوقة في الصالون الدولي للكتاب 2025
يحتضن الصالون الدولي للكتاب، يوم السبت 1 نوفمبر 2025، واحدًا من أغنى برامجه الثقافية، عبر سلسلة مطوّلة من الندوات والمحاضرات واللقاءات الفكرية التي توزّعت على عدة فضاءات داخل المعرض، جامعًا باحثين ومؤرخين وأدباء من الجزائر والعالم العربي وإفريقيا وأوروبا وأميركا. ويعكس البرنامج تنوّع الاهتمامات الفكرية، من الذاكرة التاريخية إلى قضايا التحرر، ومن فلسطين إلى أفريقيا، مرورًا بالنقاشات الحقوقية والفكرية.

في القاعة الكبرى آسيا جبار، تنطلق أولى فعاليات اليوم بين 11:00 و12:30 بندوة تسلّط الضوء على أهم محطات التواصل الثقافي بين الجزائر وموريتانيا، مع التركيز على الامتدادات العلمية والروحية بين الشعبين. ويُقدّم الباحث دودو ولد عبد الله الورقة الأولى، فيما يتولى الدكتور يحيى ولد البراء تقديم الورقة الثانية، تحت إدارة الكاتب والباحث خليل ولد النحوي، في جلسة ينتظر أن تُعيد قراءة العلاقات الثقافية من منظور جديد يعكس التاريخ المشترك بين البلدين.

وتواصل القاعة الكبرى نشاطها عبر ندوة ثانية من 13:00 إلى 14:30 حول مجازر الاستعمار الفرنسي، وذلك في إطار إحياء الذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 1945. وتشهد الندوة مداخلات افتتاحية يلقيها كل من لحسن زغيدي وجمال بوجدو، إضافة إلى مشاركة الباحثين حسني كيتوني وكمال بن يعيش، إلى جانب كلود بنجامين براور من الولايات المتحدة الأميركية، في جلسة يديرها المؤرخ محمد القرواشي، التي يُتوقّع أن تُعيد قراءة تلك المجازر في سياقها التاريخي والإنساني وتداعياتها السياسية.

ويلي ذلك، من 15:00 إلى 16:30، ندوة تاريخية حول الذكرى الـ70 لهجومات الشمال القسنطيني بتاريخ 20 أوت 1955: بطولات في الذاكرة، بمشاركة الباحث الأميركي ن. بيتشروفيتش والباحثة ليلى بن عيسى، بإدارة حسن شبيلة. ويتناول المشاركون أبعاد تلك الهجومات التي شكّلت نقطة تحول محورية في مسار الثورة الجزائرية، وما تركته من أثر عميق على الوعي الوطني.

ويُختتم البرنامج في القاعة الكبرى بمحاضرة ينظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان من 17:00 إلى 18:30 حول نوفمبر 1954 وحقوق الإنسان، يلقيها رئيس المجلس عبد المجيد زعلاني، في جلسة تستعرض الجوانب القيمية والإنسانية لبيان أول نوفمبر، وربطها بالمفاهيم الحديثة لحقوق الإنسان ومسارات تطورها.

أما فضاء فلسطين – غسان كنفاني الثقافي، فقد خُصص بالكامل لمناقشة تحوّلات القضية الفلسطينية، عبر ثلاث منصّات فكرية. تبدأ الجلسة الأولى من 11:00 إلى 12:30 بعنوان فلسطين: نحو وعي عربي جديد، بمداخلة الباحث حسني عبيدي وتسيير دريس عطية، في نقاش يسلّط الضوء على إعادة تشكيل الوعي العربي تجاه القضية الفلسطينية في ظل التحولات الإقليمية والدولية.

وتُستأنف المنصّة نفسها بجلسة ثانية من 14:00 إلى 15:30 بعنوان فلسطين: نحو وعي عربي جديد – الجزء الثاني، مع الإعلامي والباحث سامي كليب وتسيير عبد الحق شعلان، حيث يتم تناول المسارات الإعلامية والسياسية الجديدة لفهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

أمّا الجلسة الثالثة من 16:00 إلى 17:30، فموعد مع الروائي الكبير واسيني الأعرج، الذي يقدّم نقاشًا مفتوحًا حول كتابه «الأمير 2: محنة الكتابة التاريخية وأسرارها» بإدارة الأستاذ بقاسم بن عاشور، في جلسة يتوقع أن تغوص في خلفيات كتابة الرواية التاريخية وحدود التخييل والسرد أمام الأحداث المفصلية في التاريخ.

وفي فضاء روح البناف – فرانز فانون، يُعقد لقاء فكري مهم من 14:00 إلى 15:30 بعنوان فكر فانون، قضايا التحرر ونقد الكولونيالية والنييو-كولونيالية، بمشاركة الكاتب الأميركي آدم شاتز، والباحث وحيد بن بوعزيز، والدكتورة أمينة بلعلي، بإدارة عبد القادر بوزيدة، في نقاش يستعيد إرث فانون التحرري ونقده العميق لأنظمة الاستعمار والهيمنة الحديثة.

ويؤكد المنظمون أن هذا البرنامج ليس مجرد سلسلة جلسات فكرية، بل هو مساحة للحوار المفتوح بين المثقفين والجمهور، وفرصة لإعادة قراءة الذاكرة التاريخية وتحديث الوعي العربي والأفريقي، ودعوة للانخراط في نقاشات جادة حول مستقبل المنطقة وتحدياتها الفكرية والسياسية.

ويُنتظر أن يحظى هذا اليوم الثقافي بحضور واسع من الإعلاميين والزوار والمهتمين بالكتاب، لما يحمله من تنوّع وثراء يعكس روح صالون الجزائر الدولي للكتاب ودوره كجسر للتفاعل الحضاري والفكري.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

وزير الداخلية الفرنسي يكشف اتصالًا رسميًا من الجزائر

تلوح في الأفق بوادر انفراج حذرة في العلاقات الجزائرية – الفرنسية بعد أشهر من الجمود والتوت…