غواصة نووية روسية تظهر قبالة شواطئ كوبا
لأول مرة منذ أزمة الصواريخ الكوبية التي كادت تشعل حربًا نووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، تظهر غواصة نووية روسية قبالة شواطئ كوبا على مسافة كيلومترات فقط من الولايات المتحدة الأمريكية. وتحدثت تقارير عن وصول غواصة نووية روسية أخرى قريبًا إلى المنطقة، في خطوة تعتبرها موسكو تحذيرًا واضحًا لواشنطن من أنها سترد على الاستفزازات الأمريكية ضد أراضيها.
في أزمة الصواريخ الكوبية، انتهت التوترات بصفقة تضمنت سحب الصواريخ النووية الأمريكية من تركيا، مقابل سحب الصواريخ السوفييتية من كوبا. ولكن الآن، تأتي هذه الخطوة الروسية في ظل اتهامات لموسكو بأن الولايات المتحدة تشن حربًا بالوكالة ضدها عبر أوكرانيا، حيث لا تملك أوكرانيا الأسلحة والرادارات والأقمار الصناعية لتوجيه ضربات دقيقة ضد روسيا بدون دعم غربي. وقد قامت روسيا مؤخرًا بتدمير مركز تدريب للناتو على الحدود الأوكرانية-البولندية، مما أسفر عن مقتل عدد كبير من الجنود الأمريكيين والغربيين.
روسيا تعلم أن الولايات المتحدة قد تباغتها بضربات نووية، خاصة مع تحضيرات واشنطن لتزويد أوكرانيا بالطائرات F-16، التي تعتبرها روسيا تهديدًا نوويًا لقدرتها على حمل رؤوس نووية. وردت روسيا سريعًا بإعلان أنها قد تسلح قوى أخرى خارج المنطقة بأسلحة فتاكة لضرب مصالح الغرب وأمريكا. وقد صرح الرئيس بوتين بأن حاملة الطائرات الأمريكية غير مجدية ويمكن القضاء عليها بسهولة، مؤكدًا على العقيدة السوفييتية القديمة التي تعتبر سلاح حاملات الطائرات أداة استعمارية لإرهاب الخصوم.
روسيا تعتمد على سلاح الغواصات في التجسس والهجوم، وطورت منذ سنوات عدة أجيال من الغواصات والأسلحة الفتاكة التي ترافقها، مثل الغواصة المسيرة ذاتيًا والتي تعتبر في نفس الوقت صاروخًا يدعى بوسايدون “إله البحر”. هذا الصاروخ يحدث موجة بعلو 500 متر تغرق المدن الساحلية القريبة وتلوث المياه إشعاعيًا، مما يجعلها غير صالحة للحياة. وقد هددت روسيا سابقًا بإغراق بريطانيا بالكامل إذا استمرت في سياساتها الهجومية ضد موسكو.
كلما زاد التهديد لاستعمال اليد الأوكرانية لضرب العمق الروسي، كلما ارتفع خطر المواجهة النووية التي قد تنهي الإنسانية. وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي صرح على قناة فوكس نيوز بأن الحرب النووية تقترب وستدمر أمريكا والعالم أجمع.
وصول غواصة نووية روسية ومدمرة وحاملة الطائرات غورشكوف إلى شواطئ كوبا هو تحذير واضح من روسيا، ورسالة من بوتين بأن الأراضي الأمريكية ستكون تحت نيران موسكو إذا لم توقف واشنطن تهورها ضد روسيا.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي ببروكسل مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…