فوز ترامب وسقوط مراكز استطلاعات الآراء: ضربة لمصداقية التوقعات الانتخابية في أمريكا
لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تكشفت نتائج الانتخابات الرئاسية عن فشل كبير لاستطلاعات الرأي العام، التي أخطأت في التنبؤ بالنتائج الحقيقية، وأثارت جدلاً واسعاً حول دورها السلبي في الديمقراطية الأمريكية ومصداقيتها في الداخل والخارج. فقد قدمت معظم هذه الاستطلاعات أرقاماً وتوقعات خيالية تدعم المرشحة كمالا هاريس، إلا أن النتائج جاءت عكس ما توقعت.
في يوم الانتخابات، أظهرت الاستطلاعات تقارباً في الأصوات بين المرشحين، لكن تبين لاحقاً تقدم ترامب بشكل كبير، ليُحسم الأمر خلال ساعات قليلة بعد إغلاق مكاتب التصويت. هذا الفوز الساحق لترامب أسقط مصداقية مراكز استطلاعات الرأي، وأظهر تحيزها الواضح لصالح الديمقراطيين، ومحاولاتها توجيه الرأي العام الأمريكي.
فاز ترامب بأغلب الولايات المتأرجحة إلى جانب الولايات التي تميل تقليدياً للحزب الجمهوري، كما حصل على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، ليصبح له دعم الكونغرس لتطبيق سياساته بأريحية تامة خلال الأربع سنوات القادمة.
الدكتور صوما صامويل يفسر أخطاء الاستطلاعات بتجنب بعض الناخبين الإفصاح عن دعمهم لترامب، خشية التعرض للعقاب أو الرفض الاجتماعي، لدرجة أن بعضهم أقروا كذباً بدعمهم لهاريس. هذا الواقع يطرح تساؤلات عميقة حول صحة الديمقراطية الأمريكية، والتحولات التي أدت إلى كبت الرأي المخالف.
نجاح ترامب المذهل يعود إلى استقطاب تأييد الناخبين من خلال التركيز على قضاياهم المعيشية الأساسية؛ فقد وعد بخلق فرص عمل جديدة، وتحسين الأداء الاقتصادي، وتقديم نظام صحي خارج تأثير الشركات الكبرى. ويُتوقع أن يختار ديمقراطياً مثل كينيدي لوزارة الصحة، نظرًا لمطالباته بالحد من تأثير الشركات الدوائية الكبرى وإعادة تنظيم النظام الصحي المتدهور.
من جانب آخر، لم تحظَ القضايا الدولية بأي اهتمام من الناخب الأمريكي في هذه الانتخابات، حيث عاقب بايدن وهاريس على الفشل في معالجة التحديات الداخلية. هذه النتيجة وضعت الحزب الديمقراطي في مأزق كبير، ويتوقع أن يستغرق سنوات للتعافي واستعادة ثقته لدى الأمريكيين.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…