فوضى في مولودية الجزائر.. ملعب الشهيد علي لابوانت بين أيدي غير قانونية!
قام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منذ أيام بتدشين ملعب رياضي ضخم يحمل اسم الشهيد “علي لابوانت”، ابن مدينة مليانة العريقة، والذي استشهد في أعالي حي القصبة على يد مظليي الجيش الفرنسي. هذا الملعب، الذي يعتبر تحفة فنية، تم تقديمه كهدية من الرئيس تبون إلى جمعية مولودية الجزائر بمناسبة مرور 100 سنة على تأسيسها.
رغم جمال هذه الخطوة، إلا أن هناك قلقاً متزايداً بشأن كيفية تعامل جمعية المولودية مع هذا المعلم والمركب الرياضي الضخم. تدير الجمعية حالياً مكتب مؤقت منذ 7 أشهر، رغم أن القانون لا يسمح له بالبقاء لأكثر من 45 يوماً، إذ يُكلف هذا المكتب بمهمة وحيدة هي تحضير تنظيم أشغال الجمعية العامة التي ستخرج منها المؤسسات التي تدير شؤون المولودية بجميع فروعها.
تأسس المكتب المؤقت بعد فشل الجمعية العامة، حيث يُعتقد أن وزارة الشباب والرياضة بقيادة عبد الرحمن حماد تقف وراء هذا الفشل، مما يخفي وراءه الكثير من الأسرار التي يصعب فهمها بالكامل. القضية الأساسية تتعلق بالاستحواذ على الملعب وما يدره من مصالح ومداخيل مالية ضخمة، ما يسبب الشلل الحالي الذي تعرفه جمعية المولودية. تم إقصاء العشرات من عضوية الجمعية بقرار إداري، ومن بينهم اللاعب السابق عمر بتروني ورفاقه، ليُستبدلوا بشخصيات أخرى تتحكم في الأمور وتعبث بمصالح المولودية وفقاً لتعبير الأخصائيين في المجال.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تترك جمعية عريقة مثل المولودية أن تدار بمكتب غير قانوني؟ هل يمكن أن يعود السبب إلى الاستيلاء على المتاجر والمحلات التجارية داخل المركب الرياضي وتوزيعها على الأصدقاء والأحباء؟.
ملعب الشهيد علي لابوانت، الذي صرفت الدولة مليارات لإنجازه لدعم الرياضة في الجزائر، يواجه خطرًا حقيقيًا في غياب إدارة واضحة تحدد طريقة استغلاله لصالح الجمعية وفريق المولودية. من الضروري التفكير في تأسيس شركة من طرف جمعية المولودية لتسيير الملعب بطريقة احترافية، أو حتى جلب شركات أجنبية مختصة لتقوم بذلك إلى حين توفر الخبرات لدى الجانب الجزائري لاستلام الملعب في السنوات القادمة.
حاليًا، قدّمت الدولة الهدية للجمعية مشكورة، ولكن دون متابعة قانونية وتنظيمية لمصير المركب، ما قد يؤدي إلى مشاكل لا حل لها وتجاذبات لا نهاية لها وخصومات بين المصالح المتضاربة تلحق الضرر بهذا الإنجاز العظيم. بوادر الأزمة أصبحت ملحوظة للجميع بعد عملية إقصاء متعمد من مصالح الوزارة لأكثر من نصف أعضاء الجمعية العامة بدون أي سبب يذكر، وهو عدد ضخم يشمل أسماء وازنة في تاريخ جمعية المولودية.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…