مأساة جديدة للجالية الجزائرية: مقتل مراهق جزائري طعنًا في سويسرا
تشهد الجالية الجزائرية المقيمة بأوروبا صدمة جديدة بعد حادثة مأساوية راح ضحيتها مراهق جزائري يبلغ من العمر 17 عامًا، قُتل طعنًا في بلدة هيربروغ (Heerbrugg)، الواقعة في كانتون سانت-غال، شرق سويسرا، فجر يوم الجمعة 11 جويلية 2025، وفق ما أوردته عدة وسائل إعلام سويسرية.
وأفادت صحيفة “24 ساعة” السويسرية بأن الضحية عُثر عليه في الساعة 3:45 صباحًا، جثة هامدة، على رصيف محطة القطار في مدينة هيربروغ. وعند وصول فرق الإنقاذ إلى عين المكان، لم يكن أمامها من خيار سوى تأكيد الوفاة، بعدما تبين أن الشاب تعرض لعدة طعنات قاتلة بواسطة سلاح أبيض.
الشرطة السويسرية، التي باشرت التحقيق فورًا، صنّفت الحادثة على أنها جريمة قتل عمد، وأكدت عبر حسابها الرسمي أن “الوضع الذي تم العثور عليه في مكان الجريمة يبيّن بوضوح أن الشاب قُتل على يد مجهول أو أكثر”. التحقيق لا يزال جاريًا، ولم يتم حتى الآن توقيف أي مشتبه فيه، كما لم يتم الكشف عن هوية الضحية، احترامًا للقوانين السويسرية التي تفرض السرية في القضايا الجنائية قيد التحقيق.
تأتي هذه الجريمة في وقت لا تزال فيه الجالية الجزائرية تحت وقع صدمة مقتل الشابة رحمة أ.، البالغة من العمر 26 سنة، وهي طالبة في مجال التمريض تنحدر من ولاية وهران، والتي عُثر عليها مقتولة داخل شقتها في مدينة همنغن قرب هانوفر بألمانيا، يوم الجمعة 4 جويلية. ووفق السلطات الألمانية، فإن الجاني المفترض هو جارها البالغ من العمر 31 سنة، ويُشتبه في أنه سبق له الإدلاء بتصريحات وسلوكيات ذات طابع عنصري تجاه الضحية.
الحادثة الأخيرة أعادت إلى الواجهة مخاوف الجالية الجزائرية في أوروبا من تصاعد الاعتداءات والجرائم ضد أفرادها، سواء كانت بدافع جنائي أو ذات خلفيات عنصرية، في وقت تطالب فيه العائلات وأعضاء الجالية بتوفير حماية أكبر لأبنائها، خاصة المهاجرين القُصّر.
في سويسرا، خلفت الجريمة حالة من الحزن والذهول وسط الجالية الجزائرية، التي عبّرت عن صدمتها العميقة، مطالبة بالكشف عن ملابسات الجريمة ومعاقبة الجناة بأقصى العقوبات. من جانبها، أكدت السلطات السويسرية أنها تبذل كل الجهود الممكنة لتحديد هوية المجرم أو الجناة، وتقديمهم إلى العدالة في أقرب وقت.
ومع تكرار هذه الحوادث، تُطرح تساؤلات جدية حول وضعية السلامة الفردية لأفراد الجالية الجزائرية في أوروبا، خاصة في أوساط الشباب والمهاجرين الجدد، وسط مطالب بتدخل ديبلوماسي أكثر صرامة من طرف السفارات والبعثات الجزائرية، والعمل على حماية مواطنيها المقيمين في الخارج.
تبقى الجريمة التي وقعت في هيربروغ حلقة مؤلمة ضمن سلسلة مآسي طالت جزائريين في الغربة، وتركت آثارًا نفسية عميقة، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية، وتحقيق العدالة للضحية وأسرته.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…