‫الرئيسية‬ في الواجهة الحدث الدولي محاولة اغتيال دونالد ترامب وأسئلة خطيرة حول الديمقراطية الأمريكية
الدولي - 14 يوليو، 2024

محاولة اغتيال دونالد ترامب وأسئلة خطيرة حول الديمقراطية الأمريكية

محاولة اغتيال دونالد ترامب وأسئلة خطيرة حول الديمقراطية الأمريكية
تعرض الرئيس دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا لعملية إطلاق نار أصابته بجروح في أذنه اليمنى. وقد تم التنديد بالحادث من أغلب عواصم العالم ومن قبل المنافس الديمقراطي الرئيس جو بايدن. ويرجع المراقبون هذه الحادثة إلى تزايد حالة الاحتقان بين الديمقراطيين والجمهوريين في المجتمع الأمريكي، التي وصلت إلى درجة خطيرة، وسببها التصعيد بين ممثلي الحزبين.

تقدم ترامب في استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة واحتمال عودته إلى البيت الأبيض وما يحمله من مواقف وخطط مناهضة تماماً لسياسة الديمقراطيين يقلقهم كثيراً ويقلق أيضاً حلفاءهم الأوروبيين. فقد هدد ترامب بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي وإعادة كل جندي أمريكي موجود خارج البلاد إلى الوطن.

يدعم ترامب رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان لإيقاف الحرب في أوكرانيا. وتعتبر مواقف ترامب تهديداً لسياسات الدولة العميقة في أمريكا، وخاصة مصالح منتجي السلاح الداعمين لمزيد من الحرب والقتل والدمار في العالم، كما تهدد مصالح المحافظين الجدد المؤسسين لنظريات الحرب في العالم للحفاظ على التفوق الأمريكي حتى باستعمال القوة.

ترامب يعتبر معزولاً عن الدولة العميقة الأمريكية التي تفرض منطقها على أي رئيس يتولى المنصب أو تهدده بالقتل كما حدث في مراحل تاريخية معينة كمحاولة قتل رونالد ريغان سابقاً والاغتيال المروع لجون كينيدي على الهواء مباشرة.

تداعيات محاولة قتل ترامب قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، لأن لدى الجمهوريين أيضاً جناح متطرف مسلح قد يلجأ إلى العنف للدفاع عن مرشحهم. ويخشى أن تحدث صراعات ومواجهات لاحقاً بين الفريقين خلال التجمعات الانتخابية القادمة، وقد يؤدي هذا الانزلاق إلى حرب أهلية أمريكية مدمرة.

حالة الرئيس جو بايدن تدعو للشفقة وسط المطالبات من جناح الديمقراطيين بانسحابه من السباق الانتخابي نظراً لعدم قدرته الصحية على المنافسة واستمراره في حكم أمريكا لمدة خمس سنوات كاملة. وأن نائبته كامالا هاريس غير كفؤة ولا تمثل حلاً آمناً لأمريكا في حالة تنحي جو بايدن.

ورغم تنديد بايدن بمحاولة الاغتيال، إلا أن الجمهوريين يعرفون جيداً الحملة التي قام بها ضد ترامب لمحاولة تحييده بكل الوسائل من المنافسة ومنعه من العودة إلى البيت الأبيض مرة أخرى.

العملية الفاشلة للتخلص من دونالد ترامب ستترك آثارها السلبية وتضفي على الشارع الأمريكي مزيداً من الاحتقان والصراع، وتساهم في ارتفاع منسوب الخوف من انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة بين المواطنين في بلد ينتشر فيه السلاح بصفة مدهشة.

عملية محاولة القتل المباشرة لترامب تسيء إلى الواجهة الديمقراطية التي تتغنى بها أمريكا أمام العالم والتي تريد فرضها كنمط وحيد للممارسة السياسية على العالم، بينما يراها العالم تتصدع أمام أعينه كل يوم ولم تعد ذلك النموذج الجذاب الذي تلهث وراءه شعوب العالم لتطبيقه.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…