مشروع ضخم جديد… “عدل 3” يصل إلى المسيلة

مشروع ضخم جديد… "عدل 3" يصل إلى المسيلة

تواصل وزارة السكن والعمران والمدينة تجسيد برنامج “عدل 3” بوتيرة متسارعة، تنفيذًا لتوجيهات الوزير محمد طارق بلعريبي الرامية إلى توسيع عمليات التوطين عبر مختلف ولايات الوطن، بما يضمن إحداث ديناميكية عمرانية جديدة وتلبية الطلب المتزايد على السكن. وفي هذا السياق، أشرف المدير العام للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره “عدل”، مساء الخميس 11 ديسمبر 2025، رفقة والي ولاية المسيلة نجم الدين طيار، على وضع حجر الأساس لمشروع يضم 2115 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار، في خطوة تعكس دخول الولاية رسميًا في خارطة تنفيذ برنامج “عدل 3” الذي بات يشكل أحد أهم الأوراش السكنية الوطنية.

وتأتي عملية التوطين الجديدة باعتبارها المحطة الثامنة منذ إعطاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إشارة الانطلاق لأول مشروع بقسنطينة، ما يؤكد التزام الدولة بمتابعة تنفيذ البرنامج وفق رؤية مرحلية دقيقة تضمن تغطية أكبر عدد من الولايات، وتحقيق توازن في توزيع المشاريع السكنية على المستوى الوطني. ومع توطين مشروع المسيلة، يرتفع إجمالي عدد السكنات التي تم إدراجها ضمن البرنامج الجديد إلى 19715 وحدة موزعة عبر عدد من الأقطاب الحضرية والولايات، حيث تم تسجيل 8050 وحدة في القطب العمراني سيساوي بقسنطينة، و1600 وحدة بالقطب العمراني البكرات في ورقلة، و2000 وحدة بأولاد خالد في سعيدة، إضافة إلى 1400 وحدة بولاية المدية، و1000 وحدة ببولحاف الدير في تبسة، و2400 وحدة بمعسكر، و1150 وحدة بالأغواط، وصولًا إلى 2115 وحدة جديدة بالمسيلة.

ويعكس هذا التوسع المتواصل في عمليات التوطين حرص السلطات العمومية على تنفيذ التزاماتها الاجتماعية، وتوفير سكن لائق للمواطنين، وفق مقاربة عمرانية تعتمد على بناء مجمعات سكنية متكاملة تتيح استقرارًا اجتماعيا وتنمية محلية مستدامة. كما يعبر عن إرادة سياسية واضحة لضمان نجاح برنامج “عدل 3” الذي يمثل مرحلة جديدة في مسار السكن بصيغة البيع بالإيجار، سواء من حيث توسيع قاعدة المستفيدين أو من حيث تعزيز النسيج العمراني للمدن الكبرى والمتوسطة. ويتم العمل في هذا الإطار ضمن رؤية تؤكد على تحسين نوعية السكن، وتوفير المرافق الحيوية، وتهيئة الأقطاب العمرانية بما يضمن ظروف عيش مريحة ومحيطًا حضريًا ملائمًا.

وبإطلاق مشروع المسيلة، تتعزز آفاق البرنامج الذي يسعى إلى الاستجابة لمطالب المكتتبين، وتقليص العجز السكني، وترقية الحياة الحضرية عبر ولايات الوطن. ويعكس الحضور الرسمي في مراسم وضع حجر الأساس مدى أهمية هذا المشروع بالنسبة للولاية، خاصة وأنه يأتي ليغطي احتياجات واسعة ويشكل إضافة نوعية في مسار التنمية المحلية. ومع استمرار عمليات التوطين عبر مختلف الولايات، يتضح أن البرنامج يسير وفق مخطط مضبوط يحظى بمتابعة مباشرة من السلطات العليا، ويراهن على تحقيق قفزة جديدة في قطاع السكن خلال السنوات القادمة، بما يسهم في تكريس مبدأ العدالة المجالية وتحقيق توازن عمراني ينسجم مع تطلعات المواطنين.