منصة “إكس” تفضح شبكات مروكية تهاجم الجزائر
لم يعد هناك أي مجال للشك في أن الجزائر تواجه حرباً إعلامية ممنهجة مصدرها المروك. فبعد التحديث الأخير لمنصة “إكس” (تويتر سابقاً)، الذي أصبح يُظهر بلد منشأ كل منشور وحساب، تبيّن أن الكمّ الهائل من الحسابات التي كانت تهاجم الجزائر أو تدّعي أنها “جزائرية” وتدعو للتظاهر، ما هي إلا بروفايلات وهمية مصدرها المروك. بل إن عدداً من الحسابات التي ظهرت في شكل خليجي أو سعودي اتضح أيضاً أنها صادرة من المروك، ومهمتها التحريض ضد الجزائر وشعبها، وهو ما يؤكد أن العملية ليست اجتهاداً فردياً أو رد فعل عفوي، بل حملة منسقة تقف خلفها أجهزة رسمية، بتمويل وإشراف منهجي.
هذا الكشف العلني من طرف إدارة “إكس” يضع النقاط على الحروف: الجزائر تتعرض بالفعل لحرب إعلامية تقودها السلطات الرسمية في المروك، لأن لا شيء في هذا البلد يتحرك خارج إرادة القصر الملكي، أو ما يُعرف بالمخزن. والتاريخ يثبت دائماً أن الحرب الإعلامية هي المرحلة الأولى قبل أي تصعيد أكبر، وهو ما يجعل هذا الوضع مدعاة للقلق، خصوصاً بعد محاولة الرباط قلب الحقائق والظهور بمظهر “الضحية” عبر خطاب مشبع بالتناقضات.
الجزائر، رغم خطورة ما كُشف، لم تصدر إلى حد الآن أي رد رسمي، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدوى السكوت أمام حرب مفتوحة لم تعد خفية. وآخر الأدلة على مستوى التضليل الذي تمارسه الرباط هو التصريح المستفز لأحد الأصوات المروكية حول غار جبيلات، حين ادّعى أن الجزائر “لا يمكنها استغلال المنجم دون إذن من المروك”، وكأن الجزائر ضاحية تابعة للمملكة أو منطقة نفوذ خاص. هذا الجهل الفاضح يتجاهل الاتفاقية الجزائرية–المروكية لسنة 1972، التي نُشرت كاملة في الجريدة الرسمية، والتي توضّح بجلاء أن غار جبيلات يقع تحت السيادة الجزائرية الكاملة، وأن الاتفاقية لم تتعدّ محاولة تأسيس شركة مختلطة لم ترَ النور أصلاً.
قراءة الاتفاقية وحدها تكفي لتفنيد كل ادعاءات المخزن، فهي لا تتضمن أي شرط يربط ترسيم الحدود باستغلال مشترك للمنجم. بل إن الاتفاقية تعيد التأكيد على تبني اتفاقية لالة مغنية التي بموجبها منحت فرنسا مناطق جزائرية واسعة للمروك: تافيلالت، السعيدة، وجدة… وكلها أراضٍ جزائرية الأصل ضُمّت إلى المروك بقرار استعماري، ومع ذلك يتمسك بها المخزن اليوم ويعتبرها “حدوداً شرعية”.
وإذا أصرّ بعض المروكيين على ربط الاتفاقيتين، فليكن ذلك مدخلاً لفتح ملف الأراضي التي اقتُطعت من الجزائر وإعادة مناقشتها قانونياً، لأن الوثائق المنشورة رسمياً تكفي لنسف الأساطير التي يروّج لها المخزن منذ عقود.
إن ما يقوم به النظام في المروك اليوم لم يعد مجرد بروباغندا عابرة، بل تحوّل إلى عملية ممنهجة لتزييف وعي الرأي العام المروكي ومهاجمة الجزائر بالتضليل الإعلامي. والخطورة أن هذه الحملات باتت جزءاً من استراتيجية رسمية تخدم أهدافاً سياسية داخلية وخارجية، وتقوم على خلق عدو وهمي لتغطية أزمات المروك الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
لقد أصبحت الحرب الإعلامية التي يقودها المخزن ضد الجزائر فضيحة عالمية بعد كشف منصة “إكس” لحقائق لم يعد بالإمكان إنكارها. وعلى الجزائر، التي كانت دائماً دولة مسؤولة وهادئة في تعاطيها مع الأزمات، أن تنتقل الآن إلى مرحلة الردّ السياسي والإعلامي القوي، حماية لسيادتها وصورتها وتموقعها الإقليمي.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
المروك على حافة الانهيار الاقتصادي ويبحث منفذا عبر الجزائر
تكثّف دوائر المخزن في المروك خلال الأسابيع الأخيرة حملاتها الإعلامية الممولة عبر مقالات مد…






