‫الرئيسية‬ الأولى ..من يدافع عن الحق لا يُهزم أبدًا
الأولى - الافتتاحية - ‫‫‫‏‫يوم واحد مضت‬

..من يدافع عن الحق لا يُهزم أبدًا

من يدافع عن الحق لا يُهزم أبدًا.
ترفع الجزائر رايتها عالية في سماء المواقف المبدئية، مؤكدةً من جديد أنها لا تساوم على القضايا العادلة ولا تنحني أمام منطق المصالح. فمنذ الاستقلال، ظلّت الجزائر وفية لنهجها الثابت، نصرة الشعوب المظلومة والدفاع عن الحق في كل مكان، وفي مقدّمة هذه القضايا الصحراء الغربية وفلسطين، اللتان تشكلان جوهر الدبلوماسية الجزائرية الحديثة ومقياس صدق التزامها التاريخي بقيم الحرية والكرامة.

وفي خضمّ هذا الثبات، قوبلت تصريحات خليل الحية، القيادي في حركة حماس، باستغراب واسع في الجزائر، عقب تجاهله ذكرها ضمن الدول التي شكرها بعد وقف إطلاق النار. وبرغم تبريرات ممثل الحركة في الجزائر بأن التصريحات أُخذت خارج سياقها، فإنّ الجزائريين لم يروا في المشهد اقتطاعًا ولا سوء فهم، بل تجاهلًا مؤلمًا لبلدٍ لم يتوقف يومًا عن دعم فلسطين، ماديًا ومعنويًا وسياسيًا. لقد عبّر الرأي العام الجزائري عن استيائه بوضوح، لأن الجزائر التي دفعت أثمانًا دبلوماسية باهظة دفاعًا عن فلسطين، لا يُفترض أن تُغفل أو تُختزل في تبريرات لغوية. فالموقف الجزائري لا يحتاج إلى شهادة شكر، لكنه أيضًا لا يقبل الجحود.

لقد أثبتت الجزائر في كل المحافل، من الأمم المتحدة إلى الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، أن دعمها للقضية الفلسطينية ثابت لا يتأثر بتقلبات السياسة ولا بتغير الموازين. فهي الدولة التي ربطت مصيرها بمصير الشعوب الحرة، فكما تدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ترفع صوتها عاليًا من أجل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

ويعبّر الشعب الجزائري اليوم عن فخره وامتنانه لـ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ولرجال الدبلوماسية الجزائرية الذين حملوا صوت الجزائر في كل المحافل، وعلى رأسهم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، والسفير عمار بن جامع، اللذين جسّدا بخطابهما ومواقفهما الصريحة صورة الدبلوماسية الجزائرية الواثقة، المدافعة عن الحق، الرافضة للانحراف عن الشرعية الدولية أو مقايضة المبدأ بالمصلحة.

وتواجه الدبلوماسية الجزائرية هذه المرحلة الدقيقة بخطاب متزن وقوي يقوده الرئيس تبون، يقوم على الوضوح، والشرعية، والموقف الأخلاقي. لقد أثبتت الجزائر أن قوتها لا تُقاس بعدد الحلفاء، بل بصدق كلمتها، وأن احترام الأمم لا يُشترى، بل يُكتسب بالمواقف الثابتة.

ويجسّد الوزير أحمد عطاف والسفير عمار بن جامع في المنابر الدولية وجه الجزائر الواثق بنفسه، المتشبّث بمبادئه، المعبّر عن صوتها في الدفاع عن العدالة والكرامة، وهو ما جعل الموقف الجزائري يحظى باحترام متزايد من الدول والشعوب الحرة عبر العالم.

ويتابع الجزائريون هذه المواقف الوطنية بكثير من الاعتزاز، معتبرين أن صوت بلادهم في الدفاع عن فلسطين والصحراء الغربية هو امتداد لتاريخها الثوري، وأن دبلوماسيتها اليوم تكتب فصلاً جديدًا من فصول الوفاء للمبدأ، خاصة في زمنٍ تكثر فيه المساومات وتغيب فيه الأصوات الصادقة.

فشكرًا، من مواطنٍ جزائري بسيط إلى قيادته الرشيدة، إلى الرئيس عبد المجيد تبون، وإلى الوزير أحمد عطاف، وإلى السفير عمار بن جامع، وإلى كل دبلوماسي جزائري حمل اسم الجزائر بشرف في المحافل الدولية. شكرًا لأنكم رفعتم رؤوسنا عاليًا، وأثبتم أن الجزائر لا تتكلّم كثيرًا، لكنها حين تتكلّم يسمعها الجميع. شكرًا لأنكم جعلتم من صوت الوطن موقفًا، ومن المبدأ سلاحًا، ومن الكرامة رايةً لا تنحني.

فالجزائر اليوم لا تدافع عن حدودها فقط، بل عن الحق في وجه النسيان، والعدالة في وجه التواطؤ، والمبدأ في وجه المساومة. إنها الجزائر التي تعرف الطريق، وتقول كلمتها بوضوح، من يدافع عن الحق لا يُهزم أبدًا.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر

يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …