‫الرئيسية‬ الأولى ميلونشون: لا مستقبل لفرنسا دون الجزائر
الأولى - الوطني - 9 أغسطس، 2025

ميلونشون: لا مستقبل لفرنسا دون الجزائر

ميلونشون: لا مستقبل لفرنسا دون الجزائر
هاجم زعيم حركة “فرنسا الأبية” جان لوك ميلونشون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة على خلفية التصعيد الأخير في التوترات بين فرنسا والجزائر، معتبراً أن قرارات ماكرون الأخيرة تمثل خطاً سياسياً خاطئاً يجر البلدين إلى طريق مسدود ويعمّق الانقسام بين الشعبين. وفي مقال مطول نشره على مدونته يوم السبت 9 أوت، أبدى ميلونشون غضبه مما وصفه بـ”المسار العبثي” الذي اختاره ماكرون ووزير داخليته برونو ريتايو، مشيراً إلى أن هذه السياسات لا تحظى بإجماع داخلي حتى في فرنسا، وأن أصواتاً وازنة – مثل صوته – تعارض هذا النهج بشدة.

وانتقد ميلونشون ما اعتبره استمراراً في النهج الاستفزازي تجاه الجزائر، قائلاً إن ماكرون “بعد أن جعل فرنسا تُطرد من معظم دول إفريقيا، قرر أن يواكب استفزازات وزير داخليته ضد الجزائر في الوقت الذي يتقرب فيه هذا الأخير من الحنينين للاستعمار ومعادي العرب”. واعتبر أن هذه المقاربة السياسية تُرضي فقط أطرافاً متطرفة داخل المجتمع الفرنسي، بينما تلحق أضراراً مباشرة بالعلاقات بين باريس والجزائر، وتسيء لصورة فرنسا في المنطقة المغاربية والعالم العربي.

ووصف ميلونشون ما يجري بأنه “كارثة جزائرية” بكل المقاييس، مشدداً على أن العدائية التي يتبناها القائمون على السلطة في باريس “تصيب بالإحباط والقلق واليأس”. وأضاف أن “الجزائر كانت وما زالت مرآة تكشف أوهام القوة التي يعيشها القادة الفرنسيون العاجزون سياسياً منذ 1830 وغزو الجزائر”، مؤكداً أن جزءاً كبيراً من الأزمة الحالية يعود إلى الدور المستمر لأنصار “الجزائر الفرنسية” الذين لم يتقبلوا بعد فقدان المستعمرة السابقة.

ورأى ميلونشون أن سياسة “الصدمة” التي ينتهجها ماكرون تجاه الجزائر “لا تقود إلى أي مكان”، بل تعيد إنتاج “أوهام الماضي المؤلمة”. وحذر من أن دفع العلاقات نحو القطيعة مع المغرب العربي يعد “خطأً جسيماً” سترتكب فرنسا من خلاله ضرراً يصعب إصلاحه، مشيراً إلى أن النخب الحاكمة في باريس تتوهم أن التعافي من مثل هذه القطيعة سيكون سهلاً، في حين أن الواقع مختلف تماماً.

واستشهد الزعيم اليساري بما قاله في مرسيليا عام 2016، حين أكد أمام حشد شعبي أن “لا مستقبل دائماً لفرنسا من دون المغرب العربي أو في مواجهته”، مضيفاً أن السياسة الحالية لوزير الداخلية، التي انصاع لها ماكرون، تمثل “عنفاً غير مقبول”. وأكد أن التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة تفرض على باريس تبني مسار جديد يقوم على التهدئة وبناء الثقة مع شعوب المنطقة المغاربية، وعلى رأسها الجزائر، بدلاً من الانجرار وراء سياسات قصيرة النظر تخدم فقط حسابات انتخابية ضيقة ومصالح لوبيات محدودة النفوذ.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…