‫الرئيسية‬ الأولى نصف قرن من الصمود… الصحراء الغربية تحتفي بالوحدة في قلب الجزائر
الأولى - الوطني - ‫‫‫‏‫13 ساعة مضت‬

نصف قرن من الصمود… الصحراء الغربية تحتفي بالوحدة في قلب الجزائر

نصف قرن من الصمود... الصحراء الغربية تحتفي بالوحدة في قلب الجزائر
أحيت سفارة الجمهورية الصحراوية بالجزائر، مساء الأحد، بقصر الثقافة مفدي زكرياء، الذكرى الخمسين لإعلان الوحدة الوطنية، في فعالية رمزية جمعت بين عمق التاريخ والنضال، بحضور ممثلين عن مؤسسات الدولة الجزائرية، والسلك الدبلوماسي المعتمد، وشخصيات سياسية وعسكرية جزائرية، إضافة إلى الجالية الصحراوية المقيمة في الجزائر.

وفي كلمته بالمناسبة، عبّر عضو الأمانة الوطنية والسفير الصحراوي بالجزائر، خطري أدوه، عن تقديره الكبير للجزائر شعبًا وحكومة، مؤكدًا أن مواقفها التاريخية الثابتة في دعم كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره واستقلاله، ستظلّ علامة مضيئة في سجل التضامن بين الشعوب. وأوضح أن الجزائر شكّلت على امتداد العقود الماضية عمقًا استراتيجيًا ومصدر دعم سياسي وأخلاقي لا يُقدّر بثمن، لكونها لم تتخلّ يومًا عن مبادئها في مناصرة القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية الصحراء الغربية.

واستعرض السفير الصحراوي أهمية هذه المناسبة التي تُجسّد حدثًا تاريخيًا فارقًا، إذ شكّلت لحظة إعلان الوحدة الوطنية عام 1975 ميلادًا سياسيًا لجبهة البوليساريو باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، وجاءت كردّ قوي على محاولات تشتيت الصف الوطني وإضعاف إرادة الصحراويين بعد انهيار المشروع الاستعماري الإسباني. وأوضح أن هذه الوحدة التاريخية كانت ثمرة وعي جماعي بمصير واحد، ورغبة مشتركة في مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض، وهو ما أسّس لقاعدة نضالية صلبة أرست لاحقًا معالم الدولة الصحراوية التي أُعلن عن قيامها في 27 فبراير 1976.

وتوقف خطري أدوه عند الدور البارز للقادة المؤسسين وفي مقدمتهم الشهيد الولي مصطفى السيد، الذين استطاعوا توحيد مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية الصحراوية، بما في ذلك من كان يعارض الجبهة في بداياتها، ليجعلوا من الوحدة الوطنية خيارًا جامعًا ومبدأً مقدسًا في مسيرة النضال من أجل تقرير المصير. وأضاف أن هذه الوحدة ستظل الحصن المنيع في مواجهة كل محاولات الاختراق والابتزاز والتشويه التي قادتها دولة الاحتلال المغربي، عبر حملات إعلامية ونفسية تهدف إلى بث الفرقة وزعزعة الصف الداخلي، مؤكدًا أن الشعب الصحراوي أكثر تماسكًا وإصرارًا اليوم على مواصلة كفاحه المشروع.

من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس الأمة الجزائري، رابح بغالي، أن إحياء هذه الذكرى يشكّل محطة تاريخية لتجديد العهد مع قيم النضال المشترك بين الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار، مشددًا على أن الجزائر، التي كانت في طليعة الداعمين لحركات التحرر عبر القارة، ستظل وفية لرسالتها الثورية ومبادئها الأصيلة في الدفاع عن الحرية والكرامة. وأوضح أن المرحلة المفصلية التي عاشتها إفريقيا منتصف القرن الماضي كانت لحظة وعي جماعي بقيمة الوحدة كطريق للتحرر، وهو ما يجسّده الشعب الصحراوي اليوم في تمسكه بخيار الوحدة الوطنية كعنوانٍ للنضال من أجل الاستقلال.

أما الدكتور بوجمعة صويلح، عضو اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، فقد تناول في مداخلته محاولات القوى الاستعمارية القديمة والجديدة القفز على القانون الدولي وتجاهل الحقوق المشروعة للشعوب في تقرير مصيرها، مشيرًا إلى أن التاريخ أثبت أن الشعوب، مهما طال كفاحها، تنتصر في النهاية لأن إرادة الحرية لا تُقهر.

وعرفت المناسبة عرض شريط وثائقي حول مسار الوحدة الوطنية الصحراوية باعتبارها محطة لتجديد العهد والوفاء للشهداء، إلى جانب فيلم يوثّق نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي وما واجهه من قمع وتعذيب، كما أقيم معرضٌ للصور الفوتوغرافية يروي عبر لقطاته مسيرة الشعب الصحراوي وكفاحه ضد الاستعمار الإسباني، في مشهدٍ يختصر نصف قرن من الصمود والإيمان بالحق.

وبين الحاضرين، ظلّت الرسالة واضحة: الجزائر والصحراء الغربية تجمعهما رابطة الدم والنضال المشترك، وأن شعبيهما سيواصلان معًا درب الحرية والعدالة حتى يتحقق النصر وتُرفع راية الاستقلال فوق كل شبر من أرض الصحراء.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…