‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات هاجس فرنسا هو حضور مؤتمر يالطا الجديد
مقالات - 15 يوليو، 2024

هاجس فرنسا هو حضور مؤتمر يالطا الجديد

هاجس فرنسا هو حضور مؤتمر يالطا الجديد
خرجت فرنسا من الحرب العالمية الثانية منهزمة، وحاكمت الماريشال بيتان بتهمة الخيانة الكبرى وتمت إدانته. نهاية الحرب لم تكن سعيدة لفرنسا لأنها أقصيت من الجلوس على طاولة الكبار في مؤتمر يالطا، الذي أعاد تقاسم العالم بين القوى الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.

وزير خارجية فرنسا السابق، والوزير الأول أيضًا، دومينيك دوفيلبان، يعبّر في تحاليله المتعددة حول القضايا الدولية والشأن الداخلي الفرنسي عن هاجس أساسي، وهو هل ستجلس فرنسا في مؤتمر يالطا القادم أم لا؟ يعترف دوفيلبان بأن فرنسا في الوقت الراهن بعيدة عن هذا الموقع الاستراتيجي، وتبتعد عنه أكثر مع مرور الوقت.

دوفيلبان يعتبر أن الأزمة الحالية التي تعيشها أوروبا في حرب أوكرانيا ستنتهي باجتماع يالطا جديد، ولا يعتقد أن الأمر سيصل إلى حد المواجهة النووية التي ستنهي وجود البشرية، بل ستصل الأمور إلى التفاوض بين كبار العالم كما حدث بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

دومينيك دوفيلبان، المدافع الشرس عن مصالح فرنسا، يشكك في أن تكون فرنسا ضامنة لمقعد في مؤتمر يالطا القادم، لأنها منحازة لأمريكا وفقدت دورها المستقل الذي كان سيضمن لها التواجد بين الكبار. يطالب دوفيلبان عبر تدخلاته العديدة بتصويب السياسة الحالية المنحازة للجانب الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذا الانحياز لن يضمن لفرنسا موقعًا بين الكبار، بل قد يؤدي إلى إقصائها.

دوفيلبان الديغولي الشرس يكثف من خرجاته الإعلامية، منتقدًا تارة وناصحًا تارة أخرى، لقيادة بلاده حتى لا تخطئ التقدير داخليًا وخارجيًا. يطالب في الكثير من الأحيان، سواء في حرب غزة أو الأزمة الأوكرانية، بأن تتخذ قيادة بلاده موقفًا يجنح للسلام ويكون مغايرًا للموقف الأمريكي، ليصبح لفرنسا دورًا سياسيًا وموقفًا مستقلاً.

داخليًا، يدافع دوفيلبان عن تأسيس حزام صحي جمهوري لمنع التيار العنصري لليمين المتطرف من الوصول إلى الحكم، لأنه يرى فيه خطرًا على فرنسا وسمعتها. وقد أكد هذا الخطر الأحداث التي جرت في واشنطن، حيث طالب قادة الحلف الأطلسي من ماكرون معلومات وتطمينات حول الحالة السياسية لفرنسا بعد الانتخابات التشريعية الماضية، والتي أوصلت للحكم تيارات سياسية متفرقة ومتناهرة، يصعب عليها تأسيس حكومة صلبة لقيادة فرنسا في المرحلة القادمة.

ينصح دوفيلبان ماكرون بتعيين وزير أول من الحزب الأول الفائز وترك العملية السياسية تأخذ مجراها العادي داخل البرلمان، لتتشكل تحالفات في فترة ما ستحكم فرنسا للفترة القادمة.

هاجس فرنسا، على لسان وزير خارجيتها السابق، يكمن في تدهور سمعتها الدولية وبقائها كقوة بين القوى الدولية الفاعلة، حتى لا يتم إخراجها من عالم الغد الذي سيتشكل في يالطا جديد.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…