سنوات “عمي” تبون (1)
عهدة الرئيس عبد المجيد تبون تُعَدُّ من أقصر العهدات الرئاسية في الجزائر من الناحية العملية، نظراً للتحديات الكبيرة التي فرضتها جائحة كورونا على العالم بأسره. خلال هذه الفترة، توقفت الأنشطة الاقتصادية والتنقلات داخل الدول وبينها، مما أثر بشكل كبير على أداء الحكومات عالميًا. ورغم هذه الظروف، تمكن الرئيس تبون من تحقيق إنجازات هامة في وقت قصير.
الإنجازات والالتزامات
في حملته الانتخابية، وعد الرئيس تبون الشعب الجزائري بتنفيذ 54 مهمة رئيسية. ورغم التحديات، حقق العديد من هذه الوعود. من أبرز الإنجازات، تصنيف الاقتصاد الجزائري كثالث أكبر اقتصاد في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا ومصر، متجاوزاً إثيوبيا التي احتلت المرتبة الرابعة. هذا التقدم يعزى إلى سياسات تبون التي ركزت على تنشيط الاقتصاد الجزائري وتنويع مصادره.
إصلاحات اقتصادية عميقة
الرئيس تبون صرّح بأن الجزائر لم يكن لديها اقتصاد حقيقي وتعهد ببنائه من الصفر على أسس علمية. في هذا السياق، بدأت الجزائر تتخلص من الممارسات الفاسدة وتحولت إلى منافسة نزيهة بين المتعاملين الاقتصاديين. تم وضع قوانين جديدة للاستثمار ودستور يحمي المستثمرين، مما ساهم في تحسين مناخ الأعمال في البلاد.
مواجهة الفساد وسوء الإدارة
في السنوات السابقة، كانت الجزائر تعاني من فساد وسوء إدارة واسع النطاق، حيث أُهدرت مليارات الدولارات في مشاريع فاشلة. على سبيل المثال، قُدِّرَت الأموال المهدرة بأكثر من 100 مليار دولار خلال العقدين الماضيين. ولحسن حظ الوطن الحبيب، هب الشعب في 2019 في حراك وضع حدًا لهذه الممارسات، وانتُخب تبون في ظل هذه الظروف الصعبة، فبدأ عملية إصلاح تدريجية وهادئة.
إعادة دور المؤسسات
تحت قيادة الرئيس تبون، أُعيدت العلاقات مع اتحاد العمال وتم تفعيل الحوار مع مختلف فئات المجتمع، مما أدى إلى تقليل الإضرابات والاحتجاجات. في 2020، قام الرئيس بزيادة الأجور بنسبة 10%، وأقر منحة بطالة شهرية قدرها 10,000 دينار جزائري لدعم الفئات الهشة.
مشاريع بنية تحتية كبرى
تم تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبرى مثل إعادة فتح الشركات والمعامل التي كانت معطلة. وتشمل هذه المشاريع مشروع السكة الحديدية الذي سيربط العاصمة الجزائرية بتمنراست بطول 2000 كيلومتر، والذي يهدف إلى ربط إفريقيا بالبحر الأبيض المتوسط ويوفر نافذة على أوروبا. كما تم استغلال موارد طبيعية ضخمة مثل حديد غار جبيلات، المتوقع أن يوفر أكثر من 1.5 مليار دولار سنويًا، وفوسفات الشرق الجزائري.
الاستدامة والحماية من التهديدات
السياسة الوطنية للرئيس تبون تستحق الحماية والاستمرارية، وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا لضمان عدم التراجع عنها. من الضروري تشكيل جبهة سياسية وطنية قوية تدعم هذا التوجه وتضمن حماية الجزائر من أي تهديدات داخلية أو خارجية.
رغم قصر مدة عهدته الفعلية، أظهر الرئيس عبد المجيد تبون قدرة عالية على تحقيق إنجازات ملموسة وسريعة. هذه الإنجازات تعكس توجهًا وطنيًا صادقًا يهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد الجزائري على أسس صحيحة، مما يضمن مستقبلاً أفضل للشعب الجزائري.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…