حلال على أمريكا وحرام على روسيا
عندما أعلن الرئيس بوتين أن روسيا ستمد بعض البلدان التي تتعارض مع أمريكا والغرب بأسلحة فتاكة، ردًا على دعم أمريكا لأوكرانيا بأسلحة تهدف إلى النفوذ الروسي، كان صريحًا ومتحدثًا بالحقيقة. بدأت روسيا هذا الخطوات بإعادة العلاقات مع حكومة طالبان في أفغانستان، مما أدى إلى اعتراف دولي وفتح آفاق دبلوماسية تتوقعها الحركة بانتظار فتح موسكو سفارة لها في كابول. ثم اتجه الرئيس بوتين إلى زيارة كوريا الشمالية، حيث رفعت هذه الزيارة الحظر الدولي عن بيونغ يونغ، وأسفرت عن اتفاقية متعددة الجوانب في المجالات العسكرية والاستراتيجية، تلتزم روسيا فيها بالدفاع عن كوريا الشمالية في حالة تعرضها لأي اعتداء، والعكس صحيح. لا يمكن نسيان أيضًا اتفاق تأسيس منطقة تجارة مشتركة على الحدود بين البلدين.
استقبال الذي حظي به الرئيس بوتين ووفده يدل على أهمية هذه الزيارة، التي رفعت الحظر وكسرت العقوبات المفروضة على كوريا. كوريا مستعدة لدعم روسيا بالعتاد والجنود ضد أوكرانيا والغرب إذا استدعت الضرورة، كما تعد كوريا التهديد النووي الذي لا تستريح منه الولايات المتحدة الأمريكية، وستساعد روسيا في تقنيات جديدة ومتطورة، بما في ذلك المساعدة في مجال الأقمار الصناعية العسكرية للتجسس.
فيتنام، الحليف التقليدي لروسيا منذ الاتحاد السوفيتي، بحاجة إلى تطوير أسلحتها وجيشها، وبالتالي أبرم بوتين اتفاقية تعاون مع قادتها، مما يتضمن تحديث سلاحها الجوي بطائرات حديثة.
الاسطول الروسي الذي ظهر قبالة فلوريدا في كوبا كان ضمن خطة بوتين للرد على أمريكا، بإرسال غواصات نووية قرب الحدود الأمريكية، كان هذا التحرك تحذيرًا حسابيًا من الروس.
روسيا ستظل في هذا المسار الاستراتيجي، مع خطوات إضافية لتسليح دول في أمريكا اللاتينية المضغوطة من الولايات المتحدة، والتي تنتظر دعمًا من موسكو، كما تفعل الدول في الشرق الأوسط للدفاع عن نفسها من التدخلات الغربية والأمريكية.
بالطبع، سيندد الغرب بشكل عادي بتلك الخطوات ويعاقب الدول التي تتحالف مع روسيا إذا استطاع، بسبب هيمنته وأنانيته وسياساته الاستعمارية التي لا تسمح له بأن يواجه إجابة مماثلة. الغرب يجمع 50 دولة ويدعم أوكرانيا لتدمير روسيا، وهذا يعتبره حقه وسياسة عادية له، بينما يعتبر تحالف روسيا أو الصين أو أي دولة أخرى للدفاع عن نفسها حرامًا.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
قمة شرم الشيخ… سلام بلا دولة
بعد أن زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكيان الصهيوني ليقدّم له كل الضمانات، وألقى خطابً…