أوروبا تعلن الحرب ضد روسيا
صوت البرلمان الأوروبي على قرار يسمح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وهو ما تعتبره روسيا تصريحًا بالحرب وعملًا عدوانيًا خطيرًا من طرف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تنتمي إليه معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. تزامن هذا التصويت مع توجه رئيسة المفوضية الأوروبية في أول زيارة خارجية لها بعد تعيينها لعهدة ثانية، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، حيث أعلنت عن تقديم دعم مالي إضافي لأوكرانيا بقيمة 35 مليار دولار في شكل قرض، باستخدام الأصول الروسية المجمدة كضمان لتلك الأموال، التي ستُوجه لدعم المجهود الحربي ضد روسيا.
كما عينت المفوضية الأوروبية لأول مرة في تاريخها مفوضًا أوروبيًا مسؤولًا عن الدفاع، وهو السيد أندرييوس كوبولوس من ليتوانيا، البلد الذي تعتبره واشنطن حليفًا رئيسيًا في شرق أوروبا وأحد أكثر الدول عدائية ضد روسيا. يُظهر هذا التعيين تحول الاتحاد الأوروبي نحو التصعيد العسكري، حيث أصبح المجلس الجديد في عهدة أورسولا فان دير لاين الثانية أكثر عدائية تجاه روسيا منذ تأسيس الاتحاد على أسس المصالح الاقتصادية المشتركة بين الدول الأوروبية.
يشير هذا التحول إلى توجه مقلق نحو العسكرة داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما يثير مخاوف لدى العديد من الدول والمواطنين، خاصةً وأن الولايات المتحدة تتجنب المشاركة المباشرة في اندلاع حرب عالمية ثالثة ضد روسيا. ورغم امتناعها حتى الآن عن السماح باستخدام صواريخها من نوع “أتاكمس” لضرب العمق الروسي، إلا أنها تشجع الأوروبيين على مواجهة موسكو بينما تبقى في موقف المتفرج.
لكن روسيا لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، حيث إن الدول الأوروبية أعضاء في الناتو الذي تديره واشنطن، ويعتمد على أقمارها الصناعية لتوجيه الصواريخ نحو الأهداف الروسية. يبدو أن العالم يتجه نحو حرب عالمية ثالثة بسرعة، وروسيا تستعد لذلك بإعلان تجنيد 1.4 مليون جندي خلال العام القادم، وهو بالتأكيد ليس موجهاً فقط نحو الحرب ضد أوكرانيا.
كما تعتبر روسيا استخدام أصولها المجمدة في أوروبا “سرقة” وستكون لذلك تداعيات سلبية على الاستثمارات في دول الاتحاد الأوروبي، مما سيؤدي إلى تخوف المستثمرين من تجميد أموالهم في حالة حدوث أي خلاف سياسي مع الاتحاد. وفي المقابل، قد تقوم روسيا بتجميد أصول ضخمة لبلدان أوروبية على أراضيها، وهي أموال تُقدر بمليارات الدولارات.
زيارة الرئيس بوتين الأخيرة لمصانع السلاح تؤكد أن روسيا تستعد من جهتها لحرب شاملة مع أمريكا وأوروبا، كما أن اكتشافات تخزين ضخمة للمواد الغذائية من طرف الصين تشير إلى استعداد دول أخرى لمواجهة محتملة. جميع هذه التطورات تُنذر بأن العالم يتجه نحو اندلاع حرب عالمية ثالثة.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مدير نشر جريدة “المؤشر”
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…