‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي الافتتاحية ما لم يره بوعلام صنصال في “إسرائيل”
الافتتاحية - 27 نوفمبر، 2024

ما لم يره بوعلام صنصال في “إسرائيل”

صنصال.. دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر
يبدو أن بوعلام صنصال، المهووس بانتقاد الإسلاميين، لم يسمع ولم يرَ في زياراته إلى “إسرائيل” سيطرة السلفيين اليهود “الحريديم” على مدن بأكملها. هؤلاء المتطرفون فرضوا أنفسهم إلى درجة أن اليهود المدنيين العاديين اضطروا إلى الهجرة وبيع متاجرهم تحت ضغط هذه الجماعات، التي تمنعهم من بيع مواد تعتبرها “حرام” وتجبرهم على إغلاق محلاتهم بالقوة ظهر الجمعة استعداداً لاستقبال يوم السبت المقدس لديهم، تطبيقاً للشريعة اليهودية.

تتجول ميليشيات السلفيين اليهود في شوارع القدس، المدينة التي يسيطرون عليها بشكل كبير، حيث يقدر عددهم بحوالي ثلاثة ملايين. يمارسون الاعتداءات الجسدية على التجار لإجبارهم على إغلاق محلاتهم قبل دخول يوم السبت.

السلفيون اليهود “الحريديم” يعيشون وفق الشريعة اليهودية في جميع جوانب حياتهم: لباسهم، مأكلهم، زواجهم، وحتى تربية أطفالهم. فهم لا يرتدون إلا الأبيض والأسود كما تنص التعاليم التلمودية، ويعتبرون الألوان الأخرى محرمة.

للأسف، بوعلام صنصال يبدو مصاباً بالعمى الانتقائي، فلا يرى التطرف والخطر إلا عند الإسلاميين. في المقابل، يتجاهل تماماً ما يمارسه اليهود السلفيون المتطرفون الذين يحرمون على الأزواج حتى تقبيل زوجاتهم، ويجيزون الزواج من الفتاة بعد يوم واحد من بلوغها سن ثلاث سنوات، وفق تعاليمهم.

ما يثير التساؤل أن صنصال يوجّه سهام نقده فقط نحو الإسلاميين، في انسجام مع بروباغندا تخدم الأجندة الفرنسية المتطرفة، التي تصاعد عداؤها للإسلام والجالية المسلمة، وهو ما قد يهدد باندلاع صراعات داخلية في فرنسا. ورغم ذلك، لم يُبدِ صنصال أي اهتمام بزيارة “إسرائيل” لتوثيق الحياة الاجتماعية لدى السلفيين اليهود كما يفعل بدقة في الجزائر.

السلفيون اليهود فرضوا على الحكومة الصهيونية إنشاء محاكم شرعية خاصة بهم لمعالجة مسائل الزواج والطلاق بعيداً عن النظام القضائي الرسمي. ومع ذلك، لا يبدو أن بوعلام صنصال مهتم بهذه السلفية اليهودية التي تحرم على أبنائها وبناتها الانضمام إلى الجيش الصهيوني باعتباره مخالفاً للشريعة. وقد بلغ الخلاف مع الحكومة الصهيونية حد الصراع، مما يهدد باندلاع مواجهات عنيفة.

يمتلك هؤلاء السلفيون مستشفياتهم ونظامهم الصحي الخاص، الذي يخضع تماماً للشريعة التلمودية كما يقرره الحاخامات. ولو كان صنصال قد أولى اهتمامه بهذه الطائفة وكتب عنها رواية تُعرّف القراء بالتطرف اليهودي ومنابعه وخطره على الإنسانية، تماماً كما يفعل تجاه الإسلاميين، ربما كان ليكشف حقائق كثيرة.

السلفيون اليهود يعتبرون المرأة نجسة، ولا يجلسون بجانبها في الطائرات أو وسائل النقل العام. وفق تعاليمهم، يشكر الرجل إلهه كل يوم سبت لأنه لم يخلقه امرأة. حتى قفل الباب يصبح “نجساً” إذا لمسته امرأة قبله.

لو استغل صنصال علاقاته مع الحاخامات واستكشف حياة “الحريديم”، لربما كتب رواية تكشف كيف تدفع هذه الطائفة المتشددة أتباعها إلى الهجرة للعيش في “إسرائيل”. وربما كان سيفهم حينها لماذا يكرّس المتدين اليهودي حياته لدراسة الشريعة فقط ليصبح حاخاماً، وهو الهدف الأسمى لحياته، التي يعيشها ملتزماً بارتداء الأبيض والأسود حتى وفاته.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الزليج الجزائري يتوج في معرض “إكسبو 2025 أوساكا” باليابان

تألقت الجزائر مجددًا على الساحة الدولية من خلال تتويجها بالميدالية الفضية لأفضل تصميم خارج…