سقوط علويو الشرق في انتظار سقوط علويي المروك
تعودنا على كذب وافتراء رعاع المخزن المروكي كلما حدث شيء ما، يحاولون إسقاطه على الجزائر. وطبعا لم يفوتوا فرصة تخلي الأسد عن السلطة بعد أن اقتربت سوريا من حافة الإفلاس وغادرها إلى روسيا، فبدأت فتاوى رعاع المروك وطابورهم الخامس من الحركى 2.0 في محاولاتهم إسقاط الأحداث السورية على الجزائر، والتنبؤ كالعادة منذ أربع عشريات بأسوأ السيناريوهات لبلدنا. ولسوء حظهم، عند مقارنة ما حدث في سوريا مع مملكة الماريشال الليوطي، نجد أن أوجه الشبه وعوامل السقوط تقترب بنسبة 99 في المئة أو أكثر من انهيار مملكة ما بين الوادين، بينما الجزائر بعيدة كل البعد عن أي خدش قد يلحق بها.
المقارنة بين نظام المخزن والنظام السوري المنهار هي الأقرب بكل المقاييس. فسوريا تحكمها عائلة علوية منذ انقلاب الأب حافظ الأسد على السلطة، حيث أصبحت بيد عائلة الأسد والطائفة العلوية، أو كما يقال لهم في سوريا جماعة الجبل. والغريب أن العلويين هم أيضًا من يحكمون في الجارة الغربية منذ أن أسسها الماريشال الليوطي كمملكة بعد دمج حضرة مراكش مع إمارة فاس وإبادة جمهورية الريف. وسماها مملكة المروك، وهي كلمة مستخلصة من اسم مدينة مراكش، وهي التسمية الرسمية التي تستعملها إلى اليوم بعض الدول مثل تركيا لتسمية المملكة في مراسلاتها الرسمية.
الماريشال الليوطي صنع المملكة ونصب عائلة علوية على رأسها تشترك في نفس الاسم مع العائلة التي حكمت سوريا 53 سنة. وأعترف أنني لا أفقه في الطقوس الدينية لعلويي المروك، بينما أعرف عبر مطالعاتي طقوس الطائفة العلوية في سوريا وتركيا خلال زيارتي لمنطقة لواء إسكندرون. العلويون في الشرق هم فرع من فروع الشيعة، كالإسماعيليين والقرامطة وأهل الشيطان والفاطميين والموحدين الدروز وغيرهم. ولكن لا أعلم إن كان علويو المروك شيعة أم سنة، وهل هم على نفس المذهب العلوي في الشرق؟ سأبحث عن الموضوع لاحقًا.
النظام السوري تحكمه عائلة، وكذلك مملكة المروك تحكمها عائلة منذ تأسيسها بحجة أنها تمثل الإسلام. الآن، وبعد قرون من الحكم وتحول أغلبية شعب المروك إلى الإسلام، لا حاجة له بالإبقاء على حكم العائلة العلوية. على شعب المروك أن يشكرهم على نعمة الإسلام ويطلب منهم الرحيل إلى بلدهم الأصلي، الذي يتفاخرون به، الواقع في شبه الجزيرة العربية.
تجربة أفغانستان، التي طالبت المجاهدين العرب بالرحيل وشكرتهم على دعمها ضد الشيوعيين الروس، قد تكون نموذجًا يحتذي به شعب المروك. فقد تخلصت أفغانستان من المجاهدين بعد انتهاء مهمتهم، وأخيرًا قدموا معلومات للأمريكيين عن أيمن الظواهري، الذي تمت تصفيته في العاصمة كابول.
النظام الأقرب للسقوط، حسب ردي على رعاع المروك، ليس الجزائر بل المروك، المختطف من عائلة لا أصول لها في البلد. وعليها أن تغادر إلى منبعها الأصلي. فالمقارنة بين سوريا والمروك كلما تعمقت فيها وجدت أوجه التشابه والتقارب بين التجربتين رهيبًا.
الأسد في سوريا كان يملك كل شيء في البلد عبر فروع عائلته المقربة أو القبيلة الموسعة العلوية، وكذلك في المروك، حيث يملك القصر العلوي كل شيء، كما شرح لنا الكاتب الفرنسي في كتابه “الملك المفترس”.
رعاع المروك، كان عليهم بقليل من العقلانية أن يتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن سقوط مملكتهم هو الأقرب، حتى حسب التقارير الاستخباراتية الغربية، وأبرزها الإسبانية.
رعاع المخزن أصابهم الجنون ضد الجزائر، فيحاولون إسقاط كل ما يحدث في العالم على الجزائر لإشباع حقدهم. لكن المقارنة الحقيقية والموضوعية هي بين نظامين علويين: مملكة الليوطي المروكية وجمهورية الأسد المنهارة.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…