إدانة متعاون مع الإرهابي “أمير ديزاد” بالسجن سنتين نافذتين

إدانة متعاون مع الإرهابي "أمير ديزاد" بالسجن سنتين نافذتين

أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، مساء اليوم، حكمًا يقضي بإدانة صاحب صفحة عبر “فايسبوك” وحساب على تطبيق “تيك توك”، بعقوبة عامين سجناً نافذاً وغرامة مالية، بعد متابعته بجناية الإشادة بالأفعال الإرهابية وتشجيعها بغرض المساس بالسلامة الترابية، وذلك من خلال منشورات ومقاطع فيديو بثّها على حساباته الإلكترونية.

ووفق ما أكدته التحريات الأولية لفصيلة الأبحاث التابعة للدرك الوطني بعنابة، فإن المتهم كان يستغل وجوده على منصّات التواصل الاجتماعي للترويج لمحتويات تخص المدعو أمير بوخرص، المعروف باسم “أمير ديزاد”، المطلوب لدى العدالة الجزائرية في قضايا تتعلق بالإرهاب والمساس بأمن الدولة. وأظهرت التحقيقات أن منشورات المتهم تضمنت رسائل ومقاطع فيديو مسيئة لمؤسسات الدولة، إلى جانب تبادل مستمر للمعلومات والمضامين الرقمية المرتبطة ببوخرص.

وكشفت التحقيقات الرقمية أن المتهم كان يستخدم وسائط متعددة مثل “تيك توك”، “فيسبوك” و”تلغرام” لنشر محتوى يدخل ضمن خانة دعم الفكر الإرهابي، بما يتماشى مع الأفعال المعاقَب عليها وفقًا لأحكام المادة 87 مكرر من قانون العقوبات. كما بيّنت ذات التحريات أن المتهم كان يقيم في بلدية الشرفة النائية، على بُعد أكثر من 40 كيلومتراً عن مقر ولاية عنابة، واستغل هذا البعد الجغرافي في نشاطه الإلكتروني الممنوع.

وخلال التحقيق، جرى الاستماع إلى المتهم بخصوص علاقته بـ“أمير ديزاد”، حيث أثبتت عمليات التتبع الإلكتروني والمراقبة التقنية للمكالمات الدولية عبر تطبيقات التواصل، على غرار “واتساب” و”تلغرام”، قيامه بإجراء عدة اتصالات معه، إضافة إلى تبادل فيديوهات ومضامين رقمية تحريضية تمس أجهزة الدولة، وتدخل ضمن الدعوة إلى العنف والإشادة بالأعمال التخريبية.

ولم تكتف التحقيقات الإلكترونية بالكشف عن مضمون التفاعل بين الطرفين، بل بينت أيضاً أن المتهم كان يتعامل بأسماء مستعارة، من بينها انتحاله لصفة “مفتش جهوي للشرطة بالشرق”، بغرض التضليل وتسهيل تواصله مع بوخرص، إلى جانب تقديمه معلومات ومحتويات إعلامية تساند خطاب الأخير وتحرض على المساس بالوحدة الوطنية.

ورغم محاولة المتهم إنكار التهم الموجهة إليه بادعاء أن حسابه الإلكتروني تعرّض للقرصنة من أطراف مجهولة، إلا أن المصلحة المركزية لمكافحة الجرائم السيبرانية، وبعد فحص دقيق للمكالمات والبيانات الرقمية، أثبتت أنه كان في تواصل مباشر مع بوخرص عبر رقم أجنبي، في مكالمة تجاوزت أربع دقائق، تلتها عمليات إرسال ونشر وتعليق متكررة.

وخلال الجلسة، واجه القاضي المتهم بالأدلة التقنية التي تؤكد تورطه في تواصل مستمر مع المدعو أمير بوخرص، المطلوب من قبل العدالة الجزائرية في قضايا إرهابية خطيرة تتعلق بالمساس بالسلامة الترابية ونشر خطاب عدائي يستهدف مؤسسات الدولة. وقد اعتمدت المحكمة على مجمل هذه المعطيات لإصدار حكمها القاضي بإدانته بعقوبة السجن النافذ.