‫الرئيسية‬ الأولى ترامب يمهل كييف أيامًا لحسم موقفها من خطته للسلام
الأولى - الحدث - الدولي - ‫‫‫‏‫9 ساعات مضت‬

ترامب يمهل كييف أيامًا لحسم موقفها من خطته للسلام

ترامب يمهل كييف أيامًا لحسم موقفها من خطته للسلام
تداولت عدة وسائل إعلام دولية وتقارير سياسية معلومات مفادها أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدّم للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقترحًا لوقف الحرب مع روسيا، يتضمن 28 بندًا، من أبرزها إبقاء منطقتَي دونباس وشبه جزيرة القرم تحت السيطرة الروسية، وتقليص حجم الجيش الأوكراني إلى نحو 600 ألف عسكري، إضافة إلى تعهّد كييف بعدم الانضمام إلى حلف الناتو وإدراج هذا التعهّد في الدستور الأوكراني.

وتشير المصادر ذاتها إلى أنّ الخطة تقترح أيضًا تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في أوكرانيا والتوقيع على اتفاق أمني يمنع أي هجوم متبادل مستقبلًا، مقابل التزام الولايات المتحدة بوقف الاستهدافات ضد قيادات أوكرانية سابقة أو حالية، وضمان الخروج الآمن لمن يرغب منهم. كما تفيد التقارير بأن ترامب منح كييف مهلة إلى غاية الخميس المقبل للرد على المقترح، مع تلويح بوقف كامل للدعم العسكري والاستخباراتي الأميركي في حال رفضه، وهو ما من شأنه أن يضع الجيش الأوكراني في وضع بالغ الصعوبة.

وبحسب هذه المعطيات، فإن قبول الخطة الأميركية قد يفتح الباب لرفع العقوبات المفروضة على روسيا وإعادة دمجها في المنظومة الاقتصادية الغربية، بينما تلتزم موسكو — وفق ما نُقل عن مسؤولين روس — بدراسة المقترح إذا التزمت كييف بالشروط التي تعتبرها موسكو “أساسية” لوقف الحرب.

وقد أثار الإعلان عن الخطة ردود فعل قوية في أوروبا، خصوصًا بعد أن تم الكشف عن المقترح من دون تشاور مع العواصم الأوروبية المعنية مباشرة بالمشهد الأمني في أوكرانيا. وتفيد تعليقات أوروبية بأن الخطة الأميركية تأخذ في الحسبان مصالح موسكو بشكل فجائي بالنسبة للعواصم الأوروبية، خاصة وأن بنودها — إن صحت — ترفض المساس بالأموال الروسية المجمّدة في الاتحاد الأوروبي، وهي الأموال التي تُطرح في أوروبا كخيار لتمويل دعم كييف، بما في ذلك صفقات الأسلحة التي أعلنت عنها بعض الدول مثل فرنسا.

وفي السياق ذاته، تشدد تحليلات سياسية على أنّ الولايات المتحدة وصلت إلى قناعة بأن الحرب الأوكرانية باتت تتجه نحو سيناريوهات غير قابلة للسيطرة، وأن أي مواجهة مباشرة بين واشنطن وموسكو قد تقود إلى صدام عالمي لا يمكن للولايات المتحدة النجاة منه دون خسائر استراتيجية غير مسبوقة. ويرى مراقبون أن هذا الهاجس — إلى جانب الحسابات الداخلية الأميركية — يدفع إدارة ترامب إلى محاولة فرض تسوية سريعة مهما كان ثقلها السياسي.

من جهة أخرى، تفجّرت خلال الأيام الأخيرة فضيحة مالية تتعلق بمزاعم حول تحويلات غير قانونية لأموال أوروبية مرتبطة بأوكرانيا، ما أدى — وفق استطلاعات نُقلت عن مصادر إعلامية — إلى تراجع شعبية زيلينسكي بشكل حاد خلال 48 ساعة فقط. وأعادت هذه القضية فتح النقاش داخل أوروبا حول شفافية الدعم المالي الموجّه لكييف، وسط مخاوف من أن تطال التحقيقات مسؤولين أوروبيين إذا ثبت ضلوعهم في التجاوزات.

وبينما ترى بعض القراءات أن هذه التطورات قد تدفع الأوروبيين إلى إعادة النظر في موقفهم وربما الاقتراب من المقترح الأميركي، يُتوقع أن تزداد الضغوط على كييف في الأيام المقبلة، خصوصًا في ظل التوتر القائم بين موسكو وباريس عقب إعلان فرنسا نيتها بيع مئة طائرة “رافال” لكييف، في خطوة تعتبرها موسكو بمثابة انخراط مباشر في الحرب.

وفي انتظار الرد الرسمي من كييف وموسكو والعواصم الأوروبية، تبقى خطة ترامب — إن تأكدت تفاصيلها — واحدة من أكثر المبادرات المثيرة للجدل منذ بداية الأزمة، وقد تشكّل نقطة تحوّل حاسمة في مسار الحرب الأوكرانية.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

ما سرّ الهجوم الإخواني على الجزائر؟

ما علاقة الهجوم المفاجئ لبعض التيارات المحسوبة على الإخوان المسلمين ضد الجزائر، بموقف R…