دبلوماسية الجزائر تتقدم… وموقف ثابت تجاه فلسطين في مجلس الأمن

دبلوماسية الجزائر تتقدم… وموقف ثابت تجاه فلسطين في مجلس الأمن

نظّمت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أمس، لقاءً إعلاميًا خُصّص لعرض مستجدات الملفات الإقليمية والدولية التي تشكل أولوية للدبلوماسية الجزائرية، وذلك مع اقتراب نهاية عضوية الجزائر في مجلس الأمن الأممي.

ويأتي هذا اللقاء في سياق حرص الجزائر على استعراض حصيلة مشاركتها في المجلس، والتي سعت خلالها – وفق مقاربة دبلوماسية واضحة – إلى الحفاظ على هويتها الوطنية وتاريخها النضالي، وتمثيل الفضاءين العربي والإفريقي ضمن إطار القيم والمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة.

وخلال اللقاء، أكد أحمد عطاف، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أنّ الجزائر التزمت طوال فترة عضويتها بمواقف ثابتة تجاه القضايا ذات الأولوية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وقضية الصحراء الغربية، إلى جانب الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء. وأضاف أن الجزائر كانت «صوتًا عربيًا وإفريقيًا موحدًا» داخل المجلس، وعملت على التعبير عن المواقف الوطنية بما يتقاطع مع التزاماتها الإقليمية والدولية.

وأوضح الوزير أنّ اعتماد مجلس الأمن مؤخرًا لقرار جديد بشأن غزة – أعدته الولايات المتحدة ضمن ما سُمّي بـ”خطة السلام في غزة” – كان من بين التطورات البارزة التي شهدتها الفترة الأخيرة. وقد صوتت الجزائر لصالح هذا القرار بعد دراسة خلفياته ومواقف الأطراف الإقليمية المعنية، مع مراعاة الأهداف الجوهرية التي يخدمها في هذه المرحلة الحساسة.

ويتضمن القرار أربعة محاور أساسية اعتبرتها الجزائر ضرورية في هذه الظرفية: تثبيت وقف إطلاق النار، ضمان حماية دولية للشعب الفلسطيني، تسهيل وصول الإغاثة الإنسانية دون قيود، وتهيئة الظروف لإطلاق عملية إعادة إعمار واسعة لقطاع غزة. وأشار عطاف إلى أنّ هذه المحاور كانت دائمًا ضمن الأولويات التي دافعت عنها الجزائر منذ بداية عهدتها في مجلس الأمن.

ويشدد القرار كذلك على ضرورة احترام وقف إطلاق النار ورفض أي مبررات لاستئناف العدوان، كما يدعو إلى نشر قوة دولية لحفظ الأمن والاستقرار في غزة، ويرفض التهجير القسري بكافة أشكاله، ويفتح المجال أمام المؤسسات المالية الدولية للمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

وأكد الوزير أنّ هذه الخطوات تأتي انسجامًا مع الموقف الجزائري الدائم إزاء القضية الفلسطينية، والداعي إلى حماية الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعة، مع دعم كل المبادرات الهادفة إلى تثبيت الاستقرار في المنطقة.

وتعكس هذه التحركات – بحسب وزارة الخارجية – دور الجزائر الفاعل على الساحة الدولية، بما يتوافق مع تاريخها النضالي والتزاماتها العربية والإفريقية، ويعزز حضورها الدبلوماسي في القضايا الكبرى ذات البعد الإنساني والاستراتيجي.