دعم شعبي لكسر الحصار الصهيوني.. قافلة “الصمود المغاربية” تنطلق من الجزائر نحو غزة
في تحرّك شعبي غير مسبوق، انطلقت من الجزائر قافلة إنسانية تحمل اسم “قافلة الصمود المغاربية”، في إطار مبادرة تضامنية واسعة تشمل متطوعين من تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا، وذلك بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 سنة، وتقديم مساعدات إنسانية لسكانه المحاصَرين.
بدأت القافلة انطلاقها من تونس يوم 7 جوان، مرورًا بالحدود الجزائرية والموريتانية، حيث انضمت وفود ناشطة في العمل الإنساني من مختلف المدن، وفق ما أكده المنسق الإعلامي ياسين القايدي في تصريح لموقع TRT عربي بتاريخ 9 جوان 2025. وتهدف القافلة إلى الوصول للعاصمة المصرية القاهرة يوم الخميس، ثم التوجّه إلى معبر رفح الحدودي يوم الأحد، لنقل المساعدات نحو سكان غزة. وقد أشار القايدي إلى وجود تنسيق ميداني مع ناشطين مصريين وفلسطينيين لتسهيل مرور القافلة عبر الأراضي المصرية، ضمن ترتيبات قانونية تم الاتفاق عليها سلفًا مع الجهات المختصة.
تحمل القافلة كميات معتبرة من الأدوية، والمستلزمات الطبية، ومواد غذائية أساسية موجهة للمستشفيات والمراكز الصحية في غزة، التي تعاني من شلل شبه تام بسبب النقص الحاد في الموارد. وقال الدكتور محمد أمين بالنور، منسق الدعم الطبي للقافلة، في تصريح منشور عبر الصفحة الرسمية للمبادرة على فيسبوك بتاريخ 8 جوان 2025، إنّ “القافلة تمثل صرخة إنسانية من الشعوب المغاربية لكسر الحصار وتجسيد الدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني”. وأضاف: “نعمل كأطباء متطوعين منذ سنوات في غزة، وندرك حجم الأزمة الصحية التي يعاني منها سكان القطاع، خاصة الأطفال ومرضى السرطان والكلى”.
تحظى قافلة الصمود بدعم واسع من الهلال الأحمر التونسي والهلال الأحمر الليبي، إضافة إلى نقابات الأطباء والصيادلة في المغرب العربي، وهيئات مدنية عديدة من الجزائر، ما يعكس تعبئة جماهيرية تتجاوز البعد الرمزي نحو العمل الميداني المؤثّر، كما أكدت وكالة تونس إفريقيا للأنباء (TAP)، في تقرير نشرته بتاريخ 8 جوان، أن القافلة تضم أكثر من 300 مشارك، من بينهم أطباء وممرضون وحقوقيون، وأنها “تشكّل تحركًا نابعًا من الإرادة الشعبية”.
القافلة لا تقتصر على طابعها الإغاثي، بل ترمز إلى وحدة الشعوب المغاربية حول القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وتعبّر هذه المبادرة عن موقف أخلاقي وشعبي واضح من الاحتلال الصهيوني، في ظل صمت دولي مخزٍ وتخاذل سياسي من قوى عالمية كبرى. ويقول المشاركون إن تحركهم هو “صرخة ضمير” موجهة إلى كل الأحرار في العالم، ورسالة إلى غزة المحاصرة بأنّها ليست وحدها، وأن الشعوب المغاربية ما تزال ترى في فلسطين جوهرًا لكل معركة من أجل الكرامة.
قال ياسين القايدي، في مداخلة تلفزيونية عبر قناة TRT World، إنّ “الشعوب المغاربية لم تعد تكتفي بإرسال الدعم الرمزي، بل قررت أن تنزل إلى الميدان وتحمل الرسالة بنفسها، حتى تفرض صوتها وتكسر حاجز الصمت المفروض على مأساة غزة”. كما شدد على أن “هذه المبادرة ستكون مقدمة لتحركات شعبية أخرى، وأنّ دعم غزة لم يعد خيارًا، بل واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا”.
إنّ قافلة “الصمود المغاربية” تعبّر عن لحظة وعي شعبي جماعي بأهمية التضامن العملي، لا الخطابي فقط. فهي تعكس عمق الانتماء العربي والإسلامي لفلسطين، وتُظهر أنّ إرادة الشعوب قادرة على صناعة الفعل، حتى عندما تصمت الحكومات.
وهي أيضًا، مؤشر على إعادة إحياء الحضور المغاربي في المشهد الفلسطيني، بعدما غاب طويلاً تحت ضغوطات إقليمية ودولية. وإذا نجحت هذه القافلة في دخول غزة، فستفتح الباب لتحركات أكبر وأشمل في المستقبل القريب.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
رحيل الفنانة بيونة… أيقونة الكوميديا الجزائرية تفارق الحياة عن عمر 73 عاماً
انتقلت إلى رحمة الله، صباح اليوم الثلاثاء، الفنانة القديرة باية بوزار، الشهيرة باسم بيونة،…







