آلة الإعلام المغربية وتصعيد جديد ضد الجزائر
مع اقتراب النقاش في مجلس الأمن حول تمديد بعثة “المينورسو” الأممية، صعّدت وسائل الإعلام المغربية هجماتها على الجزائر، محاولةً تحميلها مسؤولية مشاكل المغرب الداخلية. هذه الحملة تعكس تصعيداً جديداً في الحرب الإعلامية التي يشنّها النظام المغربي، إذ يعمل على توجيه أنظار الشعب المغربي بعيداً عن أزماته المتعددة عبر إثارة قضايا تخص الجزائر.
في هذا السياق، ألقى سفير الجزائر، نذير العرباوي، كلمته في مجلس الأمن محذراً من خطورة التحيز المزدوج الذي يهدد مصداقية المجتمع الدولي. إلا أن الإعلام المغربي قام بتحريف مضمون كلمته، مدعياً أن تجديد ولاية “المينورسو” يدعم “مغربية الصحراء”، وهو ما يتناقض مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
كما شهدت الأيام الماضية استغلال الإعلام المغربي لزيارة الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي إلى الجزائر، رغم اعتراف المغرب بالجمهورية الصحراوية من خلال عضويته في الاتحاد الإفريقي، إذ نشر الإعلام الرسمي المغربي أن الزيارة تدل على “تورط الجزائر في ملف الصحراء”. هذا التحريف يتناقض مع ما تثبته الوثائق الرسمية المغربية التي تؤكد انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي، إلى جانب قرار محكمة العدل الأوروبية الذي يعترف بجبهة البوليساريو كممثل شرعي للشعب الصحراوي.
على الجانب الآخر، يشهد الإعلام المغربي تعتيماً على القضايا الداخلية الهامة، مثل الحالة الصحية للملك محمد السادس، الذي يظهر في مناسبات عديدة منهكاً ويعاني من مشاكل صحية. وفي الوقت الذي تُقدّس فيه صورة الملك، تتجاهل وسائل الإعلام المغربية الأزمات الداخلية وتتحاشى الخوض في صراعات القصر الملكي.
وفي ختام المقال، تشير الجزائر إلى أن هذا التوجه الإعلامي العدائي تجاهها ليس مؤقتاً، بل هو جزء من استراتيجية طويلة الأمد. وقد بدأت الجزائر بوضع أسس لمواجهة هذا التوجه على الصعيدين السياسي والإعلامي، مستعدةً للتصدي لأي تصعيد مستقبلي.
من المتوقع أن تؤدي علاقة المغرب المتزايدة مع فرنسا إلى مزيد من التوترات، خاصة مع سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تعميق نفوذه في المغرب، وسط احتمال أن ينقل إقامته هناك بعد انتهاء ولايته لتجنب أي ملاحقات قانونية.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…