‫الرئيسية‬ في الواجهة الحدث الدولي أخيراً.. ألمانيا تبحث عن السلام في أوكرانيا
الدولي - 12 سبتمبر، 2024

أخيراً.. ألمانيا تبحث عن السلام في أوكرانيا

ألمانيا تبحث عن السلام في أوكرانيا
بدأت ألمانيا تتحدث رسمياً عن ضرورة إيقاف الحرب في أوكرانيا والتوجه نحو حل سياسي تفاوضي، مع تفضيل حضور روسيا في المؤتمر القادم للسلام في أوكرانيا، المتوقع عقده في نوفمبر المقبل. هذه التحركات الألمانية جاءت بعد فشل الدعم العسكري الضخم الذي قُدّم لأوكرانيا، والذي لم يُحدث فرقاً ملموساً في مسار الحرب. عتاد ألماني متطور تم تدميره، بما في ذلك الدبابات الألمانية الشهيرة، مما أدى إلى تداعيات سلبية على سمعة مجمع الصناعات العسكرية الألمانية وانخفاض قيمته في البورصات الأوروبية والعالمية.

منذ بداية الحرب، خسرت ألمانيا مصدر طاقتها الذي كان سرًا وراء ازدهارها الاقتصادي، والمعروف بـ”المعجزة الألمانية”. خلال الأشهر القليلة الماضية، أفلست أكثر من 2000 شركة، من بينها “فولكسفاغن”، العملاقة والمعروفة عالمياً، وهي واحدة من أكبر الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الألماني.

الانخراط في الحرب الأوكرانية كان له تأثير واضح على الاقتصاد الألماني الداخلي، حيث أدت تلك الأوضاع إلى صعود تيارات سياسية تطالب بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي واستعادة السيادة الوطنية، كما حدث مع بريطانيا. ويبدو أن قرار برلين الأخير بإعادة فرض الحدود الوطنية بدءًا من الأسبوع المقبل ولمدة ستة أشهر قد يكون علامة على بداية تغيير سياسي كبير.

ورغم معارضة العديد من الدول الأوروبية لفرض رقابة على الحدود البرية التي قررتها ألمانيا، إلا أن هذا القرار يمثل إشارة واضحة لتوجه سياسي جديد، خاصة بعد الانتخابات الأخيرة التي شهدت تقدم التيار اليميني المتطرف في البلاد، وهو ما يثير مخاوف نظرًا للتاريخ الألماني المعروف.

المستشار الألماني، أولاف شولتز، يحاول تقويض تأثير تيار اليمين المتطرف من خلال تشديد الرقابة على الهجرة والتنقل عبر الحدود. وتستند ألمانيا في هذا إلى اتفاقية “شنغن” التي تسمح بفرض تدابير مؤقتة كهذه.

تزايدت كلفة الحرب الأوكرانية على الاقتصاد الألماني، مما دفع بعض الصناعات الألمانية للهروب إلى الخارج، حيث تتوفر الطاقة بأسعار أرخص. وبدأ الحديث عن “سقوط المعجزة الألمانية” التي اعتمدت على الغاز الروسي المتوفر والرخيص.

السؤال الآن: هل يمثل هذا التوجه الألماني الجديد خطوة جادة نحو السلام، أم أنه مجرد تكتيك سياسي لتجنب صعود اليمين المتطرف؟ الواضح أن الحرب أصبحت مكلفة للغاية لألمانيا، وأن التوجه نحو الحل السياسي هو نتاج دراسة عميقة لعدم قدرة الغرب على تحقيق أي نصر ملموس ضد روسيا. الحرب الأوكرانية، بحسب رؤية موسكو، تحولت إلى ساحة لاستنزاف الغرب عسكريًا واقتصاديًا عبر إطالة مدتها.

في النهاية، يمكن القول إن الحرب وصلت إلى نقطة مفصلية: إما التفاوض أو مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا. ويبدو أن التوجه نحو التفاوض بدأ يأخذ مساره تدريجيًا، حتى من جانب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي بدأ يتحدث هو الآخر عن مفاوضات مع روسيا.

بقلم: لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والناتو مدير نشر جريدة “المؤشر”

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…