أزمة الألوان في لباس الوفد الرياضي الجزائري : جا يكحلها عماها
قدم الأمين العام للجنة الأولمبية وجهة نظره حول الألوان التي أضيفت إلى لباس الوفد الرياضي الجزائري الرسمي المشارك في أولمبياد فرنسا. وصرح الأمين العام بأن اللون الأزرق يرمز للبحر الأبيض المتوسط، وليس كما يعتقد البعض بأنه يرمز إلى علم فرنسا أو إسرائيل أو حتى علم الجمهورية الوهمية للحركة الإرهابية “الماك”. وأوضح أن اللون الأصفر يرمز لرمال الصحراء.
ولكن بهذا المنطق، يتبقى لنا إضافة الجمال والحمير وثعالب الصحراء وشجرة الأرز الموجودة في جبال الشريعة بالبليدة، ونبات الحلفة لمنطقة الهضاب، وصور الصخور المنحوتة لجبال الطاسيلي والهقار، والرؤى الجميلة لمنطقة السطح على مشارف عين أمناس. ولم لا نضيف صورة لقهوة “خيرة العمية” الواقعة في منطقة أوهانيت، واللون الأزرق الداكن للشاش الترقي؟ هكذا، حتى نرضي الجميع ونجمع كل شيء يوجد في بلدنا الشاسع والحمد لله، ونختمها برسومات وكتابة الليبيقية المنتشرة في منطقة عين الصفراء.
السؤال الأساسي الذي لم تتم الإجابة عليه من السيد الأمين العام هو: لماذا تم تغيير الألوان الوطنية ومن سمح بذلك؟ لأن تمثيل الرياضة الوطنية مهما كان نوعها يتم دائماً بالرموز الوطنية المعبر عنها بالألوان الرسمية فقط، مثلما هو معمول به في كل الدول في العالم. وحتى الآن، لم يتم تغيير الألوان الوطنية المجسدة في الراية الوطنية.
أزمة اللباس الذي قدمته اللجنة الأولمبية تكمن في إضافة لون خارج نسق الألوان الوطنية، وببصمة ضخمة تؤثر على الألوان الوطنية وفي أماكن لا يمكن أن تغيب عن الرؤية. كلنا نعرف أن اللون الأزرق تشترك فيه عدة دول، ومن بينها فرنسا، بينما الأحمر المغيب هو رمز للعلم الجزائري. لا يمكن لأحد أن يقنعني أن العملية عفوية ولم يتم التخطيط لها. ربما الرسالة هي نفسها التي ظهرت في خطاب بباريس لوزير أول سابق، حيث تفادى استعمال كلمة “شهداء” واستبدلها بكلمة “موتى” لإرضاء فرنسا، لأنه كان يطمح لأن يكون رئيساً للجزائر.
إذا كنا نتحدث عن الألوان الطبيعية في الجزائر، فلدينا كل الألوان ويمكن تقديرها بالملايين، ولكن لا يمكن أن تكون ضمن لباس رسمي لأنها ليست كلها معتمدة. هناك ثلاثة ألوان معتمدة ومجسدة في العلم الوطني، ولا يوجد أحد تلك الألوان في اللباس الرسمي الذي سيدخل به الوفد الجزائري حفل افتتاح أولمبياد باريس.
التبريرات التي قدمها الأمين العام للجنة الأولمبية لا علاقة لها بالملاحظات التي قدمتها عدة جهات بخصوص ألوان اللباس. وكان عليه أن يوضح لنا لماذا لا يوجد اللون الأحمر، ثالث لون العلم الوطني، في اللباس، وليس أن يشرح لنا معاني اللون الأزرق والأصفر. هذا ليس شأننا. لأن الألوان في الطبيعة الجزائرية توجد كما في كل بلد وبالملايين.
ومادمنا في العبث، فلماذا لا ندرج نبتة الحلفة التي تعتبر نبتة مميزة لمنطقة الهضاب العليا أو شجرة الأرز لننافس بها لبنان؟ لدينا من شجر الأرز ما شاء الله في جبال الشريعة. أو لماذا لا ندرج شجرة البلوط، النبتة المغذية للخنزير البري في غابات الجزائر؟
لسنا هنا لنحكم على الرجل، لأن النوايا لا يعلمها إلا الله. نحن فقط نناقش منطقاً نراه لا يستقيم في ظرف حساس جداً تتعرض فيه الجزائر للتآمر على تاريخها ووحدتها ومصيرها.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…