أساليب غير شريفة من “مملكة” بلا شرف…!
ليست الحملات الدعائية التي يشنها نظام المخزن ضد الجزائر مجرد نزاعات تاريخية أو سياسية، بل تكشف في حقيقتها عن قلق عميق تجاه المكانة المتنامية للجزائر على الساحة الدولية. لقد أصبحت الجزائر قوة رئيسية في المعادلات الإقليمية والدولية بعد أن استطاعت تجاوز مرحلة كان فيها الفساد معرقلًا لمسيرتها. هذا التقدم، الذي حققته الجزائر بثبات واستقلالية، جاء كصفعة لنظام المخزن، الذي يرى في استقرار الجزائر وازدهارها تهديدًا له.
إن السر وراء هذه الحملات الدعائية يكمن في إدراك النظام المغربي لحجم التغير الذي يحدث في الجزائر، حيث أصبح تأثيرها الإقليمي واضحًا ويهدد التوازن الذي يعتمد عليه المخزن. فقد عرفت الجزائر كيف تتجاوز تحدياتها الداخلية لتبني لنفسها مكانة قوية، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، وهو ما يشكل تحديًا مزعجًا للمخزن، الذي وجد نفسه مضطرًا لمواجهة هذا النفوذ عن طريق التشويه وإطلاق الأكاذيب.
تصريحات المخزن الاستفزازية ليست عفوية؛ إنها جزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى إعاقة تقدم الجزائر، وتوجيه الرأي العام بعيدًا عن إنجازاتها. وفي هذا السياق، تستمر حملات التضليل التي تشمل تحالفات مشبوهة مع قوى تهدد استقرار المنطقة. ويبرز التعاون مع الكيان الصهيوني كأحد الأدلة على هذا التحالف الخبيث، الذي يسعى من خلاله المخزن لكسب دعم خارجي من خلال تحالفات مشبوهة، مستعدًا للتخلي عن مبادئ السيادة الإقليمية مقابل تحقيق مصالح ضيقة.
هذا الاصطفاف الخطير ليس جديدًا، لكنه اتخذ أبعادًا أشد خطورة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن أثبتت الجزائر قدرتها على تجاوز العقبات وتحقيق تنمية مستدامة. ويرى المخزن، ومعه بعض حلفائه في أوروبا، أن تعاظم قوة الجزائر أصبح تهديدًا لمصالحهم، لذا يسعون جاهدين لخلق “جزائروفوبيا” تستهدف تقويض مكانة الجزائر الناهضة.
وبدلًا من السعي لتحقيق تنمية داخلية حقيقية، يختار المخزن الاعتماد على أساليب التحريض والتشويه، مما يعمّق الهوة بين الشعبين. لكن الجزائر، رغم كل ما تواجهه من حملات مغرضة، ماضية في تعزيز مكانتها العالمية، وستظل صامدة، تُثبِت للعالم يومًا بعد يوم أنها قوة صاعدة لا تلتفت للتشويش، وأن استراتيجيات المخزن، التي تكاد تكون عفى عليها الزمن، لن توقف مسيرتها، وأن النظام المغربي قد يجد نفسه يومًا مجبرًا على إعادة النظر في نهجه، لمواكبة واقع جديد بات يتشكل في المنطقة.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر
يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …