‫الرئيسية‬ في الواجهة الحدث الدولي أمريكا تُقِرّ بهزيمتها: السلاح الروسي يقلب موازين القوى العالمية
الدولي - مقالات - 7 أبريل، 2025

أمريكا تُقِرّ بهزيمتها: السلاح الروسي يقلب موازين القوى العالمية

أمريكا تُقِرّ بهزيمتها: السلاح الروسي يقلب موازين القوى العالمية
لم تكن محاولات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لوقف نزيف الحرب في أوكرانيا نابعة من فراغ، بل من قناعة راسخة بأن بلاده خسرت، فعليًا، معركة التفوّق العسكري أمام روسيا. الولايات المتحدة، رغم تفوقها التقني والمالي، وجدت نفسها عاجزة عن مجاراة القدرات الروسية، لا سيما في ميدان تكنولوجيا السلاح، حيث أثبتت موسكو قدرتها على قلب المعادلة وفرض إيقاعها.

السلاح الروسي، وخاصة في مجال الطائرات المسيّرة (الدرونات) الهجومية والمتخصصة في الاستطلاع والتجسس، أظهر تفوقًا واضحًا على نظيره الغربي. واشنطن كانت أول من أدرك هذه الحقيقة، وهو ما يفسر تراجعها التدريجي عن الانخراط المباشر في الصراع، في ما يشبه الاعتراف الضمني بتفوّق موسكو العسكري.

روسيا، بعد تلقيها ضربات موجعة في بداية الحرب من صواريخ غربية فتاكة، طوّرت بسرعة أنظمة مضادة قادرة على تحييدها أو إسقاطها، مستخدمةً برمجيات متطورة ذات قدرات فائقة السرعة. التجربة الروسية في التعامل مع الصواريخ الفائقة السرعة أظهرت مدى مرونة منظومتها الدفاعية، التي لم تلبث أن حيّدت أبرز الأسلحة الغربية، وعلى رأسها منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والألمانية، بما فيها نظام “باتريوت” الشهير.

أما الأسلحة الروسية الفرط صوتية، سواء البحرية أو الجوية أو تلك التي تُطلق من منصات أرضية، فقد غيّرت معايير الردع العسكري العالمي. هذه الأسلحة لا تملك واشنطن، ولا حلفاؤها في الناتو، القدرة على اكتشافها أو التصدي لها بمنظوماتهم الحالية، ما يجعلها تهديدًا حقيقيًا لحاملات الطائرات الأمريكية، التي يمكن تدميرها في دقائق معدودة.

إدراكًا منها لخطورة التصعيد، أصبحت واشنطن أكثر ميلاً إلى إنهاء الحرب، لا حبًا في السلام، بل نتيجة يقينها بعدم جدوى الاستمرار في مواجهة تستنزف الجميع، وعلى رأسهم أوكرانيا التي دفعت الثمن الأثقل، دمارًا في البنى التحتية، وخسائر بشرية جسيمة. استمرار الحرب يُنذر بصدام مباشر مع روسيا، قد يفرض على الولايات المتحدة تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو، وهو ما أعلنت واشنطن صراحةً أنه غير ملزم لها في هذه الحالة.

التحوّل في الخطاب الأمريكي ظهر بوضوح في تصريحات وزير الخارجية، الذي أقرّ بتعدد الأقطاب العالمية، متحدثًا للمرة الأولى عن ثلاث قوى رئيسية: أمريكا، روسيا، والصين. هذا التحوّل أغضب حلفاء واشنطن في أوروبا، الذين باتوا مهمشين في معادلة التفاوض الدولي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان واضحًا في تحذيراته: “في الحرب العالمية الثانية، جاءت أمريكا إلى أوروبا ودمّرت بلدانها ثم انسحبت. هذه المرة، ستدفع الثمن.” تحذيرٌ أعاد الرئيس ترامب التذكير به حين كان مرشحًا للرئاسة، داعيًا إلى تجنّب التورط في صراعات كبرى خارجية.

حتى جزيرة غرينلاند، التي عبّر ترامب عن رغبته في ضمها، لم تكن مجرد طموح جغرافي أو اقتصادي، بل خطوة استراتيجية لمراقبة المضيق البحري الذي تمر عبره الغواصات النووية الروسية، التي أصبحت مصدر قلق وجودي للولايات المتحدة.

في ظل هذه المعطيات، باتت الحاجة ماسة إلى مفاوضات ثلاثية بين روسيا، الصين، وأمريكا، لرسم معالم نظام عالمي جديد، يعيد توزيع موازين القوى وفق ما يشبه “يالطا جديدة” تنظم العلاقات الدولية في العقود القادمة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…