أوكرانيا: ثروات تقدر بـ 12 تريليون دولار وأمريكا لن تتركها لروسيا والصين
الحروب، بغض النظر عن تبريراتها السياسية أو الدينية أو الأيديولوجية، تظل في جوهرها صراعات على المصالح الاقتصادية. هذا ما أكده تصريح النائب الأمريكي ليندسي غراهام بوضوح.
يتضح من خلال هذا التصريح سبب السخاء غير العادي للمساعدات المالية الأمريكية لأوكرانيا، والتي تبلغ مليارات الدولارات، في صراعها ضد روسيا. حتى الآن، فقدت أوكرانيا حوالي نصف مليون جندي في ساحات المعارك، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الجرحى والمعطوبين.
يشير النائب الأمريكي إلى أن الثروات الطبيعية التي تزخر بها أوكرانيا تقدر بحوالي 12 تريليون دولار، وأن الولايات المتحدة ليست مستعدة لترك كل هذه الثروات تتمتع بها روسيا وحليفتها الصين. بل إن غراهام يذهب إلى حد التعبير عن الاستعداد للدعم الأمريكي حتى النهاية، بما في ذلك احتمال المواجهة النووية مع روسيا.
المصالح الاقتصادية هي المحرك الرئيسي للحرب في أوكرانيا. يؤكد النائب الأمريكي أن أوكرانيا بمواردها الطبيعية قد تصبح أغنى دولة في أوروبا، على الرغم من أنه لم يحدد بدقة طبيعة تلك الثروات. ومع ذلك، من المعروف أن أوكرانيا تملك بعضًا من أخصب الأراضي الزراعية في العالم، والتي كان هتلر خلال الحرب العالمية الثانية ينقل ترابها الأسود إلى ألمانيا لدراسته ومعرفة خصائصه.
تصريحات غراهام تفضح النوايا الاستعمارية للغرب. القضية ليست قضية أمن أو أي خرافات أخرى تُروى، بل هي ببساطة مصالح اقتصادية. فمن يملك الموارد ولا يملك جيشًا قويًا للدفاع عنها، لن يتركه الاستعمار يرتاح حتى يسيطر عليها، بغض النظر عن عدد الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء.
أمريكا ليست غبية لتقدم أموالاً ضخمة لدعم حرب أوكرانيا ضد روسيا من أجل القيم الإنسانية أو الديمقراطية أو حتى من أجل زيلينسكي. النائب ليندسي غراهام، المتابع للملف الأوكراني منذ 2016، هو أحد أكثر النواب تطرفًا في مواقفه ضد روسيا. ويذكر لنا تصريحه في لقاء سابق مع الرئيس الأوكراني حيث استخدم كلمات كراهية ضد الروس، مما يشير إلى تواطؤ أعمق وأهداف غير معلنة.
إذا كانت أوكرانيا بالنسبة لأمريكا مجرد “بزنس العصر”، فمن الطبيعي أن روسيا لن تقبل بخسارة تلك الثروات التي كانت في يوم من الأيام جزءًا من أراضيها. فروسيا لديها 20 مليون أوكراني من أصول روسية، ولديها القدرة على الدفاع عن مصالحها باستخدام أسلحة فتاكة تستطيع تدمير الولايات المتحدة إذا لزم الأمر. أما الدول الأوروبية، فهي لا تملك حتى الدفاعات الجوية الكافية لحماية نفسها من الصواريخ النووية الروسية.
في النهاية، المعادلة الاقتصادية هي الأساس في هذا الصراع، وقد تتضاف إليها جوانب أمنية وأخرى. لكن يظل المصالح الاقتصادية هي المحرك الأول والأخير للحروب.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…