‫الرئيسية‬ الأولى إسرائيل تقصف قطر… والحماية الأمريكية للخليج تنهار
الأولى - الدولي - مقالات - 9 سبتمبر، 2025

إسرائيل تقصف قطر… والحماية الأمريكية للخليج تنهار

إسرائيل تقصف قطر… والحماية الأمريكية للخليج تنهار
تعرضت قطر لقصف إسرائيلي استهدف مكان اجتماع وفد حركة حماس في الدوحة. هذا القصف وقع في بلد يستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العديد، التي يُفترض أنها وُجدت لحماية قطر ودول الخليج من أي اعتداء خارجي. إذن، الهجوم يطيح نهائيًا بأطروحة “الحماية الأمريكية” لدول الخليج، ويفتح الباب أمام استهداف دول أخرى لاعتبارات مختلفة. العدوان يطلق العنان ليد إسرائيل كي تعبث بأمن البلدان العربية كما تشاء.

لا يمكن لإسرائيل أن تتحرك لضرب قطر دون ضوء أخضر مباشر من ترامب شخصيًا. وبالتالي، فإن القصف يُعتبر رسالة تحذير إلى جميع دول الخليج، القريبة منها والبعيدة عن مسار التطبيع. خصوصًا بعد أن أعلن نتنياهو صراحة عن حدود “إسرائيل الكبرى” التي تشمل أجزاء من السعودية ومصر والأردن.

الطائرات الإسرائيلية لا تستطيع الوصول إلى قطر دون عبور أجواء بعض الدول العربية مثل الأردن أو العراق أو حتى السعودية. والأدهى أن القصف وقع في اليوم نفسه الذي قدّم فيه السفير الإسرائيلي أوراق اعتماده في المنامة، الجار الخليجي لقطر.

وخلال زيارة أنتوني بلينكن الأخيرة إلى الدوحة، قال له وزير الخارجية القطري إن بلاده مستعدة لطرد حركة حماس من أراضيها إذا طلبت الولايات المتحدة ذلك حفاظًا على العلاقات المميزة معها. غير أن بلينكن لم يعلّق، بل فوجئ – حسب بعض الكتاب الأمريكيين – بهذا الموقف القطري المتماهي مع المصالح الأمريكية.

كما أن زيارة ترامب السابقة للخليج شهدت تقديم قطر طائرة فاخرة للرئيس الأمريكي لاستخدامها في تنقلاته، بعد أن كان قد اشتكى من قدم طائرته الرسمية. لكن هذه “الهدية” لم تُغنِ ولم تُشفَع للدوحة، إذ سمح ترامب لإسرائيل بانتهاك سيادة قطر. بل وأكثر من ذلك، فإن دولًا عربية أخرى فتحت أجواءها أمام المقاتلات الإسرائيلية لتصل إلى الأراضي القطرية وتقصفها.

الولايات المتحدة لم تُصرّح علنًا بأنها تريد من قطر طرد حماس، بل تركت الموقف غامضًا، كما فعلت سفيرتها مع صدام حسين عندما لم تُبدِ اعتراضًا على غزوه للكويت. وهو السيناريو ذاته الذي دأبت واشنطن على استخدامه مع دول عربية عدة، وحاولت توظيفه مع روسيا أيضًا، لكن الروس – مثل الصينيين – لم ولن ينخدعوا بهذه الألاعيب.

إسرائيل لا تخشى إلا من الدول القادرة عسكريًا على إلحاق الضرر بها، ولا تحترم سوى من يمتلك أدوات الردع. وهي ستفكر آلاف المرات قبل أن تُقدم على مهاجمة إيران أو باكستان أو أي دولة أخرى تعرف يقينًا أنها قادرة على الرد المباشر.

إن منطق القوة هو الرادع الوحيد لإسرائيل، التي أعلن نتنياهو رسميًا أطماعها التوسعية في المنطقة وسط صمت مخزٍ من دول انتُهِكت سيادتها وانتُزع جزء من أراضيها. وما فعلته إسرائيل في الدوحة ليس إلا إهانة إضافية على ما سبق.

إسرائيل لا تبحث عن سلام بقدر ما تسعى إلى إدامة الحرب، كما خُطِّط لها منذ البداية. أما القواعد الأمريكية في الخليج فليست سوى وهم كبير، ولن تحمي دول الخليج من العدو الوحيد الذي تخشاه فعلًا: العدوان الإسرائيلي.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…