‫الرئيسية‬ الأولى استقلال الريف يعلو في شوارع أوروبا
الأولى - الدولي - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

استقلال الريف يعلو في شوارع أوروبا

استقلال الريف يعلو في شوارع أوروبا
شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم السبت 25 أكتوبر 2025، تظاهرة سلمية حاشدة نظمتها الجالية الريفية المقيمة في أوروبا، تخليدًا لذكرى مرور أربعين يومًا على وفاة أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، أحد أبرز وجوه حراك الريف في المغرب، والمطالبة بإطلاق سراح جميع معتقلي الحراك الذين لا يزالون خلف القضبان منذ عام 2017.

انطلقت المسيرة، التي دعا إليها “تجمع ريفيي أوروبا”، من ساحة العرش نحو مقار المؤسسات الأوروبية، في أجواء هادئة ومنظمة، وسط مشاركة مئات المتظاهرين وفق ما أظهرته الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي. رفرفت الأعلام الأمازيغية بكثافة، ورفعت اللافتات التي كُتبت عليها شعارات تطالب بـ“الحرية والعدالة للمعتقلين” و“الوفاء لشهداء الريف”. كما حمل المتظاهرون صور ناصر الزفزافي، نبيل أحمجيق، وعدد من النشطاء الذين صدرت بحقهم أحكام قاسية بالسجن لسنوات طويلة.

ورغم الطابع الحزين للمسيرة، التي جاءت في الذكرى الأربعين لوفاة أحمد الزفزافي، إلا أنها اتسمت بعزيمة واضحة واستحضرت روح التضامن والوفاء. وردّد المشاركون شعارات بالأمازيغية والعربية والفرنسية تُدين “الصمت الدولي” تجاه أوضاع معتقلي الحراك في السجون المغربية، وتؤكد استمرار المطالبة بالحرية والكرامة كقضية إنسانية وليست سياسية فحسب.

المسيرة التي جرت تحت مراقبة الشرطة البلجيكية سارت في نظام تام دون أي حوادث، حيث تولّى متطوعون من المنظمين تأمين الصفوف وتوجيه المشاركين حتى الوصول إلى نقطة الختام أمام مباني الاتحاد الأوروبي. هناك، أُلقيت عدة كلمات من ناشطات وحقوقيين أكّدوا الطابع السلمي لحراك الريف، وندّدوا بما وصفوه “استمرار الاعتقال التعسفي” في حق النشطاء. وانتهى التجمع بدقيقة صمتٍ ترحّمًا على أحمد الزفزافي وكل من اعتُبروا “شهداء الريف”.

وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من التحركات المماثلة التي شهدتها مدن أوروبية عدة مثل أمستردام وباريس وبرلين، حيث تحرص الجاليات الريفية منذ تسع سنوات على إبقاء ملف الحراك حيًّا في الذاكرة العامة الأوروبية والدولية. ويُعدّ هذا النشاط إحدى أبرز مظاهر التعبئة المستمرة التي تُعبّر عن تمسّك الجالية الريفية بهويتها وبتاريخها النضالي، ومطالبتها بإطلاق سراح المعتقلين كخطوة نحو مصالحة حقيقية مع الريف.

منذ اندلاع حراك الريف عام 2016 بمدينة الحسيمة، إثر الحادثة المأساوية التي راح ضحيتها بائع السمك محسن فكري، تحوّل الحراك إلى حركة اجتماعية واسعة رفعت مطالب تنموية وحقوقية قبل أن تواجهها السلطات المغربية بحملة اعتقالات واسعة شملت المئات. وبعد مرور تسع سنوات، لا يزال صدى تلك الأحداث يتردّد عبر أبناء الريف في أوروبا الذين يواصلون الدفاع عن ذاكرتهم الجماعية وعن حقهم في التعبير السلمي والمطالبة بالعدالة.

بهذا التجمع الرمزي في قلب بروكسل، أكّد أبناء الريف في المهجر أن الذاكرة لا تموت، وأن قضية الحراك لا تزال حيّة في وجدانهم، باعتبارها جزءًا من كرامةٍ جماعية ووفاءٍ لأبٍ رحل، لكنه ترك خلفه جيلاً يرفض أن يُنسى صوته أو تُطفأ جذوة حلمه.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر تبدي استياءها من تحويل باريس لاتفاقيات 1968 إلى ورقة انتخابية

أعرب وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف عن استياء الجزائر من تصويت البرلمان الفرنسي ضد اتفاقيا…