الأديب قلولي يذكي النقاش مجدداً حول أفكار فرانز فانون

الأديب قلولي يذكي النقاش مجدداً حول أفكار فرانز فانون

يستغل الأديب والناقد الجزائري قلولي بن ساعد احتفالات الجزائر بعيدي الشباب والاستقلال للتذكير بشخصية الطبيب والمناضل التاريخي فرانز فانون، الذي قدّم حياته وعلمه وفكره للجزائر، ولنصرة حركات المد التحرري التي عرفها العالم في زمانه.

ويتحدث قلولي بن ساعد عن نظرة فرانز فانون إلى جزائر ما بعد الاستقلال، قائلاً: “تذكروا أيها الأصدقاء.. أيتها الصديقات استشراف فرانز فانون لجزائر ما بعد الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية عندما اعتبر أن الاستقلال هو بناء أرواح جديدة وليس مجرد استبدال شرطي أبيض بآخر أسمر أو أصلي، وهي العبارة العزيزة جداً على المفكر الفلسطيني البارز إدوارد سعيد الذي ظل يكررها ويستشهد بها في عدد من كتبه التي خصصها للنقد الثقافي ما بعد الكولونيالي، خاصة منها ‘الاستشراق’ و’الثقافة والإمبريالية'”.

ويضيف: “غادر الحياة سنة 1961 ولم يشاهد فرحة الاستقلال ولم يتصفح كتابه ‘معذبو الأرض’ الذي نشر بعد وفاته”، وأن “فرانز فانون وضع يده على كبد المعنى، كما يقال، بالنظر لكل ما حدث ويحدث من تراجعات لدى أغلب البلدان العربية التي تحررت من الاستعمار القديم”.

ويشير بن ساعد إلى أن نبوءات المفكر الراحل قد تحقق معظمها في الكثير من البلدان المحررة، لكونها تحررت من الوجود العسكري للمحتل دون قبضته الاقتصادية، يقول: “لكنها لم تتحرر بعد من آثاره الباقية وعجزت كل مشاريع التنمية البشرية في أبعادها الثقافية والتربوية والإنسانية عن بناء الإنسان الجديد الذي بشرت به وبالمثل واليوتوبيا المفقودة كل أدبيات المقاومة والنضال العربي المحموم ضد كافة آليات السيطرة والهيمنة الغربية على مقدرات الشعوب الضعيفة، الشعوب التي لا تزال تعيش عند عتبة الفقر وبلغة فرويد أنها لم تتجاوز ‘المرحلة الفمية للحضارة'”.

ويرى أنها الحلقة المفقودة في مسار التحرر السياسي الذي لا يزال ناقصاً أو مبتوراً ولا يستقيم دون وجهه الآخر، الوجه القائم في حل معضلة بناء الإنسان الجديد، كما تمناه الشهداء عندما قدموا أنفسهم ودماءهم فداءً لأوطانهم.