الأزواديون والمروك… من كذبة الأصول الريفية إلى كذبة “تنظيم إرهابي” تؤويه الجزائر
بعد أن كان النظام المغربي لسنوات من أبرز الداعمين لحركة الأزواد، حيث استقبل قادتها في المغرب، بل وحتى من أمير مؤمنيهم، عاد ليقلب دفاتر أكاذيبه، فزعم أن بعض القادة الأزواديين تعود أصولهم إلى الريف المغربي! وروّج حينها لفكرة أن الأزواديين سيسيطرون على جنوب الجزائر لسنوات، قبل أن يملّ من هذا الكذب ويصحو منه مرهقًا، لينتقل إلى رواية جديدة يبدو أنها وُضعت خارج الإطار المخزني، وطُلب منه دعمها وترويجها.
التحول الجذري من التطبيل لحركة الأزواد إلى دعم وتلميع أسيمي غويتا، الكولونيل الذي أنقذته الجزائر من الأسر لدى حركة الأزواد، ليستولي بعدها على الحكم بالقوة ويترقى إلى رتبة جنرال – وهي أعلى رتبة في الجيش المالي – لا يمكن تفسيره إلا بوجود سيناريو جديد كُتب خارج مملكة “ما بين الوادين”.
في 31 مارس، أسقطت الجزائر طائرة مسيّرة تركية من نوع “بيرقدار أقنجي” بعد أن اخترقت مجالها الجوي، في ممارسة سيادية مشروعة تقوم بها كل الدول، وقد قام بها الجيش الوطني الشعبي بكل احتراف. عندها خرج علينا “المخازنية” من مراركة و”حركى 2.0″، يروّجون لفكرة أن الجزائر تدعم الإرهاب – أي دعم حركة الأزواد – متناسين أن ملكهم كان يستقبل هذه الحركة في الرباط، وأن أبواقهم الإعلامية كانت تمجّدها وتروّج لانتصاراتها ضد الجنوب الجزائري!
لم يتوقف أحدهم لحظة ليسأل نفسه: كيف تحولت حركة الأزواد فجأة من حركة مدعومة من الرباط إلى “تنظيم إرهابي تؤويه الجزائر”؟ يبدو أن كاتب السيناريو الجديد لم يأخذ بعين الاعتبار التاريخ القريب، حين كانت أبواق المخزن تروّج لبطولات الأزواد حتى ادعت أنهم على مشارف “تحرير” شمال الجزائر، ولم يتبقَّ لهم سوى بضع كيلومترات للوصول إلى قصر المرادية!
مملكة “ما بين الوادين” تحوّلت إلى مجرد كيان يفرض عليه السيناريو ليلاً، ويُطلب منه ترديده نهارًا، دون احترام لعقله أو ذاكرته. فبقدرة قادر، أصبحت حركة الأزواد – التي نسبوا لها أصولًا ريفية مغربية – حركة إرهابية فقط لأن طائرة بيرقدار سقطت، وكان وقع ذلك السقوط عنيفًا على المخزن.
ينسى هؤلاء أن حركة الأزواد تأسست منذ عام 1961 في منطقة الساحل، وقد تفاوضت مرارًا مع الحكومة المالية، وآخرها في الجزائر، التي توجت برعاية اتفاق سلام بإشراف الأمم المتحدة. فهل أصبحت الأمم المتحدة، هي الأخرى، راعية للإرهاب؟!
يعوّل نظام المخزن على تحالفه مع إسرائيل وترامب، لكنه يتجاهل أن اللقاء الأخير بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض كان كارثيًا، حيث وبّخه ترامب بشدة وطلب منه إنهاء حرب غزة خلال ثلاثة أسابيع. ترامب، المنشغل بانهيار الاقتصاد الأمريكي، لم يعد قادرًا على تحمل عبء المغامرات الإسرائيلية، وهو يعلم أن المواجهة مع الصين وباقي دول العالم قد تُغرق أمريكا وتدمرها.
لكن “المروكي” – بكل أسف – لا يفهم موازين القوى، ويواصل تنفيذ السيناريوهات بحماقة، معتقدًا أنه على الطريق الصحيح، بينما قادة العالم لا ينامون قلقًا من مستقبل غامض، في زمن تمر به الإنسانية بأصعب مراحلها.
الجزائر لم تؤوِ أي إرهابي، بل عانت من الإرهاب لعشر سنوات كاملة. لكنها، بالمقابل، تحمي حدودها الجوية والبرية والبحرية بكل صرامة، ومن تسوّل له نفسه اختراقها – سواء عبر “بيرقدار أقنجي” أو غيرها – فسيجد الجيش الوطني الشعبي له بالمرصاد.
حظّ “المخازنية” أن حكماء الجزائر ينظرون بعيدًا، وإلا…
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…