‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات التافهون ينتقدون من يدافعون عن الألوان الوطنية؟
مقالات - 28 يوليو، 2024

التافهون ينتقدون من يدافعون عن الألوان الوطنية؟

التافهون ينتقدون من يدافعون عن الألوان الوطنية؟
يبدو أن بعض الصحفيين العاملين في جرائد محترمة قد فقدوا البوصلة وأصبحوا يوجهون انتقادات غير لائقة لأولئك الذين دافعوا عن الألوان الوطنية. من بين هؤلاء الصحفيين، هناك إعلامي لا يعرف أساسيات الرموز الوطنية، بما فيها ألوان العلم الوطني الثلاث، التي استشهد من أجلها المواطن بوزيد سعال.

في عام 1945، رفض بوزيد سعال أوامر العسكري الفرنسي بإنزال العلم الجزائري الذي رفعه في سطيف ليحتفل بنهاية الحرب العالمية الثانية، على أمل أن تفي فرنسا بوعدها بمنح الجزائر استقلالها مقابل مشاركة أبنائها في الجيش الفرنسي للدفاع عنها أمام آلة النازية. استشهد سعال بوزيد وهو يحمل هذا العلم، بينما يأتي اليوم إعلامي تافه لينتقد من يدافعون عن الألوان الوطنية، معتبرًا أن إضافة ألوان أخرى إلى قميص الوفد الجزائري شيء عادي. يا لها من جريمة أخلاقية وسياسية في حق تاريخ الجزائر وسيادتها.

هذا الإعلامي، الذي يبدو أنه لا يهمه ألوان بلده ولا تاريخها، يهمه فقط الدفاع عن عصابة ينتمي إليها حتى على حساب وطنه وسمعة بلاده وتزوير تاريخ شعبه. هو صحفي عديم الضمير والأخلاق، لا يصلح حتى لأن يكون كناسًا في شوارع فرنسا، لولا الشهداء الذين حرروا البلد وأعطوه فرصة بأن يكون حرًا وإعلاميًا يعمل في جريدة وطنية محترمة تأسست في جزائر مستقلة.

كيف يمكن لإعلامي أن يتمادى في مناقشة الألوان الوطنية بهكذا استسهال وهكذا تفاهة؟ كيف يمكنه أن يعتبر إضافة الألوان من هيئة غير رسمية تابعة لتنظيم رياضي دولي إلى العلم الوطني أمرًا عاديًا لأنه مجرد لباس رياضي؟ نعم، هو مجرد لباس رياضي، لكنه موجه لأن يرتديه من يمثل الجزائر في الألعاب الأولمبية بفرنسا، أمام عدد هائل من ممثلي الدول وأمام كاميرات العالم التي ترصد كل صغيرة وكبيرة.

وتصوروا أنه إذا كانت هذه التفاهة مستمرة، قد يتم إضافة ألوان أخرى، مثل ألوان المثليين، إلى اللباس الوطني، فكيف ستكون قراءة العالم لبلدنا؟ بالطبع، هذا الإعلامي المبتذل ربما لن يرى في ذلك أي مشكلة.

كيف يمكن لإعلامي أن يكون بهذا الجهل وبهذه السفالة تجاه وطنه وتجاه من يدافعون عن ألوان وطنه؟ على الأقل كان عليه أن يصمت ولا يتمادى في انتقاد زملائه الذين انتفضوا وكتبوا وصرخوا لكي يصل صوتهم لأعلى سلطة في الجزائر، ويتدخل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مشكورًا لإلغاء هذه الكارثة. وهذا أكبر لإسكات هذا التافه وأمثاله.

شاهدنا جميعًا حفل الافتتاح على نهر السين الفرنسي، وكيف كانت مختلف الوفود تتميز بألوان علمها الوطني، سواء في اللباس أو برفع العلم نفسه، الذي يميز أي بلد في العالم ولكل بلد له حكاية تاريخية للألوان التي يرفعها أمام العالم.

لماذا يتحدث إعلامي في الجزائر من جيل الاستقلال ويفسد الرأي العام الجزائري متعمدًا ويستسهل الطعن في الألوان الوطنية؟ هل هذا الإعلامي مختل عقليًا حتى لا أقول كلامًا آخر قد يكون قاسيًا جدًا؟

في نفس الفترة، قرأت في جريدة لوموند عن صحفي آخر منزعج من الخطاب الوطني الذي أصبح يتحدثه حزب سياسي جزائري وابتعد، حسبه، عن الخطاب الديمقراطي. صراحة، لا أفهم معنى هذا “الخرطي”. هل يوجد خطاب يمكن وصفه بأنه ديمقراطي بينما الديمقراطية هي آليات اختيار طريق وحكم وليست خطابًا ومحتوى؟

أصبحنا في الجزائر نخلط بين المصطلحات بشكل مخيف، جهلًا أو عمدًا، وأصبح التوجه الوطني، الذي كان من المفروض أن يتحلى به الصحفي قبل غيره، أمرًا معيبًا عند هؤلاء السفلة والتافهين. الديمقراطية ليست خطابًا، بل هي مجرد آليات وتصرفات من أجل قبول الآخر المختلف، والوطنية هي سلوكيات وخطاب من أجل الحفاظ على الوطن، لأنه بدون وطن لا توجد لا ديمقراطية ولا جمهورية ولا ديكتاتورية ولا أي نوع آخر من الأنظمة السياسية المعروفة تاريخيًا.

لذلك، شكراً لحزب الأفافاس الذي فهم أن الدفاع عن الوطن ووحدة الجزائر هو أولوية تاريخية بالنسبة له، والمفروض بالنسبة للجميع، حتى لا يضيع منا وطن ضحى من أجله الملايين من الشهداء.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤش

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…